ملك لم يرحل

تم نشره السبت 14 تشرين الثّاني / نوفمبر 2009 03:24 صباحاً
ملك لم يرحل
ماهرابوطير

اليوم هو الرابع عشر من تشرين الثاني ، ذكرى ميلاد ملك ، ميلاد الحسين بن طلال ، وهي الذكرى التي تأتي بعد غيابه عن الدنيا ، عشر سنوات ، وأكثر ، ولنرى في عيني عبدالله الثاني ذلك المستقبل.

لم يكن شخصا عاديا.هذا كان رأي من أحبه ، ومن خاصمه ، في هذه الدنيا ، استطاع ان يبني دولة حديثة ، التقط اللحظات النادرة في المنطقة والعالم ، وحولها الى سيولة وطنية ، شعب وتعليم وخدمات ودولة ، يروي لي احدهم عن تواضعه مع الناس ، انه كان في جامعة مؤتة في الكرك ، وصعد بطائرة هليوكبترللعودة الى عمان ، قاد الطائرة وارتفع بها ، غير انه لم يلبث ان شاهد عجوزا تصرخ وتؤشر عليه واليه ، ويحاول كثيرون منعها لان الطائرة ارتفعت ، رآها بعينيه ، فهبط بالطائرة الى الارض مجددا ، ونزل منها ، وتوجه الى السيدة ، سامعا شكواها ، منصفا اياها ، لم يكن يخاف الناس ، كان من بينهم ، واتصاله الكيميائي بالناس ، طبيعي ، يترك بصمة على من امامه ، ربما يأسره من شدة الاثر ، فلم يغب الحسين عن ذاكرة الناس ، برغم انه رحل ، ولابيت في الاردن ، الا وفيه للملك قصة ، تعليم علاج او انصاف او بناء بيت او عفو ، دخل كل البيوت ، ولم يخرج.

في ذكراه يستحق الملك ان نكرمه بكل الوسائل وان يكون يوم الرابع عشر من تشرين الثاني يوما لاننساه ، وهو ايضا ، يستحق منا ان لايغيب طوال العام ، وان يبقى حاضرا ، لانه ليس مجرد ملك كان صاحب سلطة وسلطان وجند وموظفين ، كان أكبر من ذلك بكثير ، كان زعيما ، يروي احدهم انه في ليلة ليلاء خرج بسيارته وحيدا يقودها فوقف عند الاشارة الضوئية ، فوقف الى جانب سيارته وكانت الساعة الثالثة ليلا ، سائق تاكسي ، فعرف الملك ، وسّلم عليه ، وطلب من الملك شيئا للذكرى ، فخلع الملك ساعته من يده ، واعطاه اياها ، حتى لم يصدق سائق التاكسي القصة حتى يومه هذا.

الملك الراحل ، عظّم دور الاردن ، كان يعرف بسر غريزة الملوك ، ان الدور ينتزع انتزاعا ، ولايعطى من احد ممن حولك وحواليك ، كان مهيوب الجانب في كل المنطقة ، اذا طارت طائرته من عمان الى اي بلد ، وضعوا ايديهم على قلوبهم ، لانهم كانوا يعرفون انه يتحرك كثيرا ، ولايسمح بفرض اللحظة عليه ، يصوغها ، ينتجها ، وكان ينجح دوما في الخروج من العواصف ، وادامة وجود الاردن ، وجلب المكاسب للبلد ، وللافراد.احدى الحكايات تصوغ سره.فقد جلب له موظف كبير معاملة لمحتاج يريد ثلاثة الاف دينار ، فوافق عليها الملك ، وبعد يومين عاد الموظف ليقول للملك انه تبين ان المحتاج اخذ مالا في مرة سابقة ، فغضب الملك ، وسحب المعاملة بعنف من يد الموظف ، وزاد صفرا ، على اصفار الثلاثة الاف ، ليصبح المبلغ ثلاثين الف دينار ، قائلا للموظف (انا كساب وهاب ، وليش الله خلقني ملك ، من اجل ان اساعد الناس ، خليهم يوخذوا يااخي شو مغلبك انت؟.).





رحم الله الحسين ، فقد ابكانا في رحيله ، حتى ظنناه لم يرحل.

mtair@addustour.com.jo



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات