حرب الحوثيين !

هناك حرب على الحدود السعودية/اليمنية، ولكن باشتراك البلدين ضد تمرد أصولي يهدد النظام السياسي في اليمن، ويهدد أمن السعودية بعد أن تهيأ الجو للقاعدة لاقامة بؤر إرهابية لها خارج سيطرة الدولتين.
هناك حرب، تشارك فيها كل أسلحة الحرب الحديثة، وهناك حصار لسواحل اليمن الشمالية، وهناك عشرات آلاف النازحين اليمنيين والسعوديين من مناطق القتال.. ويعيشون في الخيم، وفي ظروف معاشية وصحية وبيئية غير سليمة!!.
كيف سيتعامل العرب مع الوضع، وهو لا يقوم على خلاف بين الدولتين السعودية واليمنية؟!. ماذا يريد الحوثيون؟!. هل يريدون العودة إلى الإمام يحيى حميد الدين المتوكل على الله فيكون الإمام حوثيا من عائلة زيدية لا تختلف مذهبيا مع قبائل حاشد وبكيل.. وزعامة كزعامة عبد الله الأحمر رحمه الله والرئيس علي عبد الله صالح؟!. هل القصد هو اقامة دولة دينية أو مذهبية في اليمن المتعدد المذاهب؟!. ام ان الحوثية هي تيار إصلاحي يحتج على أوضاع النظام السياسي؟!. وما هي علاقة التشيع السياسي الإيراني، بطائفة تختلف كليا في تعاليمها ونظرتها إلى الإمامة والسياسة عن الشيعية الاثني عشرية، أو الاباضية، أو الاسماعيلية أو العلوية.. وبقية الطوائف والمذاهب التي خرجت من عباءة التشيع لآل البيت، واحالتها الظروف خلال اكثر من ألف عام إلى طوائف لا رابط بينها؟!.
أم أن الحوثية هي تثوير عبثي لا يملك حق الأكثرية في التغيير، وهدفه هو اضعاف الدولة اليمنية ولو بالتحالف مع ماركسيين في الجنوب، وإرهابيي القاعدة؟!.
لقد تنطحت عواصم عربية وخلال ست حروب، وست هدنات ومباحثات بالوساطة بين صنعاء والحوثيين وبغض النظر عن جدية هذا التنطع وأهدافه المعلنة والخفية، فإن الوساطة لم تنجح.. إلا في تبذير ملايين الدولارات على اطراف هنا وهناك في هذا الصراع. وأغلب الظن أن أحدا من الدول العربية لن يعرض وساطته، وان الجامعة العربية مترددة ومعها حق، لأن هذه الحرب هي شأن داخلي يمني وسعودي!!.
سمعنا من وزير الدفاع اليمني ان حرب الحوثيين واليمن هذه اعادت الجميع إلى حرب الجمهوريين والإماميين في الستينيات. وقد يكون هذا صحيحا رغم ان أحلاف الطرفين تغيرت.