ام المباريات!!... ام المعارك!!

اكتب هذا المقال قبل ساعات قليلة من المباراة الحاسمة بين مصر والجزائر في السودان للتأهل لكأس العالم في جنوب افريقيا.
وحقيقة لا تهمني النتيجة فقد كنت يوم الاربعاء الماضي معنيا بمباراة فريقنا الوطني مع الفريق الوطني الايراني ولو ان المناسبة ليست الذهاب لكأس العالم ، كما كنت مهتما اكثر بالمباريتين الهامتين الحاسمتين للتأهل لكأس العالم لفريقين عربيين جرت ايضا يوم الاربعاء الماضي اي نفس اليوم الذي جرت فيه مباراة مصر والجزائر فقد كنت آمل ان يفوز بلد عربي هو البحرين في بطاقة التأهل لكأس العالم التي فقدها لسوء الحظ مع انه منح فرصة ضربة جزاء كان يفترض ان تحقق امله،،
كما كنت آمل ان يتأهل فريق تونس في مباراته في نفس اليوم الاربعاء الماضي للتأهل لكأس العالم مع فريق موزمبيق لكننا خسرنا تلك الفرصة.
ويفترض ان كون تأهل فريق عربي لكأس العالم مضمونا ايا يكن الفائز يبعث على الارتياح وليس على القلق ولا القرف مهما حدث من ظروف احاطت بهذا التأهل ابتداء وانتهاء.
ولان الناس عندنا تتابع فقط الاعلام المصري فانني اود ان اشير ان الحال في الجزائر «اسخم» ومنذ سنة تقريبا تتصدر مباريات التأهل للفريق الجزائري لكأس العالم الاحداث خاصة عناوين الصحف التي انخرطت في مزاودة محتدمة من اجل الاثارة والشحن والتعصب ، والى حد ما فان الاعلام الرسمي والسلطة السياسية في الجزائر وكل العقلاء يقفون عاجزين عن مواجهة هذا التيار الجارف الذي تسميه الصحف الجزائرية بالموقعة او المعركة ، ولذلك اقول ان النتيجة خاصة اذا كانت سلبية سيكون لها انعكاساتها على العلاقة المصرية الجزائرية ، وهي قد لا توصل الى حرب وذلك لعدم وجود حدود مشتركة كما حدث بين السلفادور وهندوراس في العام 1969 حيث نشبت حرب طاحنة ذهب ضحيتها 600 قتيل واكثر من 7000 جريح على اثر مباراة فاصلة لكرة القدم سببتها تعبئة شعبية عند الجانبين ادت الى معارك قتالية حقيقية وخسائر مادية لا تعد ولا تحصى يومها،،،
ما نود ان نشير اليه ان الفراغ السياسي وعقلية القطيع قد تسببت في شرخ العلاقة المصرية الجزائرية ، ولا ادري ما هي الحكمة ان تكرس الفضائيات المصرية الرسمية والخاصة كل هذا الوقت وكل هذه التعبئة لهذه المباراة التي كما اشرنا اصبحت ايضا قضية القضايا في الجزائر ، لكن لان تأثير الاعلام المصري اوسع ويشاهد في منطقتنا ويملك ادوات انتشار فضائي اوسع ولهذا فان اثره اوسع لكن الكل في مصر والجزائر مستبسل في تغذية الكراهية والتعصب والروح اللارياضية ، بما يوصف انه ام المعارك او ام المباريات.
نقول: الله يستر ونذكّر اخواننا في مصر والجزائر بان التأهل لكأس العالم ليس كله خيرا لان المتوقع كما هو معهود ان تكون نتائج فرقنا الوطنية في كأس العالم متواضعة ان لم تكن بائسة وهو ما يعزيني في عدم تأهل فريقي البحرين وتونس ، وبقية الفرق العربية في مراحل التصفيات الاولى ومنها فريقنا الوطني الذي لا اتمنى ان يذهب لكأس العالم ليكون «مطسّة» للفرق القوية.
ما حدث خلال الاشهر الماضية وحتى اليوم وما بعده بين مصر والجزائر مؤسف ومؤلم ولا توجد كلمات للتعبير عن ارتفاع منسوب الكراهية والنفخ في النار المشتعلة وزيادة الغليان و..و... الخ.
وبالمقارنة فان مباراة التأهل الفاصلة لكأس العالم بين السعودية والبحرين كانت فعلا مباراة بين اشقاء ومرت بسلام وبلا توتر يذكر.
وفي النهاية لا نملك الا الدعاء لله سبحانه وتعالى ان تمر مباراة مساء امس بين مصر والجزائر قد مرّت على خير والله المنجي.