سقوط الرياضة عربيا وأوروبيا

من حسن الحظ عدم وجود حدود جغرافية مشتركة بين مصر والجزائر، وإلا فربما شهدنا الحرب العربية العربية الأولى في القرن الحادي والعشرين، بسبب مباراة بكرة القدم يفترض أن تتم بروح رياضية، يعانق المهزوم في نهايتها الفائز ويهنئه.
ومن حسن الحظ أيضا أننا استمتعنا بمشاهدة مباريات كرة القدم بين النوادي الأوروبية قبل أن نعلم بأن معظمها كانت مرتبة سلفا عن طريق رشوة بعض اللاعبين أو الحكام أو المدربين بملايين الدولارات لتوجيه الفوز بهذا الاتجاه أو ذاك.
الفرص الضائعة أمام الهدف لم تضع بالصدفة أو سوء الحظ، بل لأن اللاعب مرتش، وحتى لو كان الهدف أمامه فارغا فإنه لن يعدم وسيلة لإضاعة الهدف وفاء للثمن الذي قبضه.
الحكام الذين كانت تفوتهم رؤية المخالفات أو لمسات اليد أو التسلل في مواقع حرجة لم يكن ذلك لقلة الانتباه من طرفهم، بل تطبيقا لالتزام مسبق قبض الحكم ثمنه سلفا.
المدربون الذين كانوا يتباهون بتاريخهم وإنجازاتهم والانتصارات التي قادوها، قبلوا على أنفسهم رسم خطط تؤدي للهزيمة، طالما أن الثمن أصبح في حساباتهم المصرفية.
فساد في أوروبا بلاد النزاهة والشفافية، وأحقاد إقليمية في بلاد العروبة والقومية، وكل ذلك من خلال رياضة كنا نظن أنها تقرب الشعوب، وتستخدم لمد يد الصداقة تمهيدا للمصالحة باستخدام دبلوماسية تنس الطاولة ودبلوماسية كرة القدم.
ما حدث بين مصر والجزائر له أبعاد أعمق من الرياضة، فقد كشف صعود الرابطة الوطنية على أنقاض الرابطة القومية. لا نلوم الرياضيين، فقد كانوا مجرد أدوات يحركها السياسيون وإعلامهم الرسمي، والهدف تسجيل انتصار في أي ميدان للتغطية على الهزيمة والفشل في جميع الميادين الأخرى. سياسيون يوظفون الرياضة لرفع شعبيتهم من الحضيض، والتغطية على فشلهم وفسادهم.
مطلوب إحصائية دقيقة لعدد القتلى والجرحى في الجانبين المصري والجزائري، وجردة بمجموع المبالغ التي دفعت لشراء نتائج المباريات في أوروبا، فهذه الحقائق تهم مؤرخي الرياضة!!.
الراشون والمرتشـون في أوروبا تم توقيفهم وإخضاعهم للمحاسبة القانونية وسيدفعون الثمن من شرفهم وحريتهم، أما في الجانب العربي... يا حسرة!.