نهاية التنمية التقليدية

تم نشره السبت 05 كانون الأوّل / ديسمبر 2009 03:57 صباحاً
نهاية التنمية التقليدية
د.فهد الفانك

التحدي الأكبر الذي يواجه صانع السياسة الاقتصادية في الأردن هو عـدم التوازن بين الموارد الطبيعية الشـحيحة وعدد السكان المتزايد، ففي خلال 60 عاما تضاعف عدد السكان 12 مرة، ولم ترتفع الموارد الطبيعية في الوقت ذاته بل انخفض بعضها فزحف البناء على الأرض الزراعية وهبط منسـوب المياه الجوفية، ومني البحث عن البترول بالفشل.

ومع أن مساحة المملكة تناهز 3ر89 ألف كيلو متر مربع، أو 3ر89 مليون دونم، فإن مجموع الأراضي المزروعة بالخضار والفواكه والمحاصيل الحقلية لا يزيد كثيرا عن مليوني دونم أو 3ر2% من المساحة الكلية. وبينما تقول مصادرنا أن الأرض الصالحة للزراعة تتراوح حول 8ر7% من المساحة الكلية، إلا أنها في الواقع قد لا تزيد عن 5%.

لا عجب والحالة هذه إذا كانت نسبة الاكتفاء الذاتي من القمح في حدود 1% فقط، ومن الشعير 4ر1%، وإذا كان الماء يوزع على السكان بالدور، وتدفع الحكومة في بعض السنوات للفلاح الأردني كي لا يزرع أرضه في غور الأردن لعدم توفر مياه الري.

الاقتصاد الأردني تكيف مع هذه الحقيقة فركز على الخدمات التي أخذت تسهم بحوالي 70 من الناتج المحلي الإجمالي، خاصة وأن قسما مهما منها يستهلك محليا من قبل طلاب العلم العرب، والمرضى العرب الباحثين عن الرعاية الصحية، لكن هذا التكيف لم يسمح برفع حصة الفرد الأردني من الدخل إلى الدرجة المرغوب فيها.

في هذه الحالة لابد من اقتحام مرحلة ما بعد الخدمات التقليدية، ومقاربة اقتصاد المعرفة، فهو الطريقة الوحيدة للارتقاء بمستوى الدخل الفردي إلى الدرجة المرغوب فيها، دون الحاجة للمزيد من الموارد الطبيعية، خاصة وأن الأردن يحتل موقعا مركزيا بين أقطار المشرق العربي، ويمكن أن يصبح مركزا للتميز في هذا المجال.

مدينة الحسن العلمية التي تشمل الجمعية العلمية الملكية وجامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا والمرافق العلمية الأخرى يمكن أن تصبح نواة لمركز إنتاج المعرفة والعلماء إذا وجدت الرعاية الكافية، ابتداء من صدور قانون ينظم أعمالها، بدلا من تسجيلها الحالي كجمعية عادية.

قصور الموارد الطبيعية عن تلبية احتياجات ستة ملايين نسمة يعني أن وسائل التنمية التقليدية أصبحت تمثل طريقا مسدودا، ولا بد من الانتقال سريعا إلى الثورة المعرفية التي تعتمد على العنصر البشري، وتوظيفها اقتصاديا واجتماعيا.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات