بريطانيا والسويد مواقف متميزة

يبدأ وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي اليوم اجتماعا على مدى يومين, لمناقشة مشروع سويدي يتبنى فيه الاتحاد تأييد حل للقضية الفلسطينية على اساس الدولتين وان تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
هذا التحرك يعتبر تطورا سياسيا مهما في مواقف الاتحاد الاوروبي وهو ما دفع بحكومة نتنياهو الى محاولة اجهاضه في زيارات وجولات قام بها ووزراؤه, بدأت بواشنطن حيث التقى الرئيس الامريكي. والصحافة الاسرائيلية كانت قد تحدثت في بداية الشهر الماضي عن وجود تنسيق غير علني بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لاعلان بيان اعتراف بالدولة الفلسطينية.
وكان الناطق باسم الخارجية البريطانية الذي سئل عن موقف بلاده من المشروع السويدي, اظهر مواقف واضحة وحاسمة, عندما قال بان بريطانيا تعتبر الاستيطان في الاراضي الفلسطينية غير شرعي, كما انها تعتبر القدس الشرقية مدينة محتلة.
بالمقابل, اشارت مصادر سياسية واعلامية في الايام القليلة الماضية, ان فرنسا ساركوزي, وايطاليا برلسكوني تحاولان عرقلة المشروع السويدي وتفريغه من مضمونه بإجراء تعديلات بعبارات غامضة.
وسر هذا الموقف الفرنسي- الايطالي لا يخفى على احد, فالرئيس الفرنسي المتحمس صاحب فكرة الاتحاد من اجل المتوسط يعمل في الواقع على تدمير فكرة هذا الاتحاد, بوضعه علاقات بلاده مع اسرائيل في كفة ميزان, والعلاقات مع الدول العربية المتوسطية في الكفة الاخرى.
واذا كان احد لا يلوم برلسكوني على تطرفه ويمينيته من القضية الفلسطينية, بالعودة الى تصريحاته وسياساته في السنوات السابقة, فان ساركوزي يفاجئ الجميع بمواقف تتناقض مع مبادئ الحرية والعدالة والمساواة التي قامت عليها فرنسا. فمن مواقفه المساندة لاسرائيل في مؤتمر ديربان الثاني في جنيف الى عدم تأييده لتقرير غولدستون في مجلس حقوق الانسان هناك فجوة واسعة بين مواقفه النظرية وبين سياساته العملية.
وغير بعيد من مواقف ساركوزي وبرلسكوني, لم نعد نعرف في هذه المنطقة, ماذا تريد المستشارة الالمانية انغيلا ميركل, التي تصدر التصريحات بمناسبة وغير مناسبة لوضع المانيا في صف الاحتلال الاسرائيلي. فمن تصريحها الشهير »بان أمن اسرائيل جزء من امن المانيا«, الى علاقاتها الرؤوم مع حكومة التطرف ودعوتها لنتنياهو ووزرائه لعقد اجتماع مشترك في برلين هناك ما يكفي من الدلالات على عدم وجود توازن في السياسة الخارجية الالمانية تجاه قضية الشرق الاوسط وبما يثير السخط والاستياء في الشارع الفلسطيني والعربي.
بانتظار ما سيسفر عنه اجتماع الوزراء في بروكسل لمعرفة مصير المشروع السويدي, ستتركز الانظار على مواقف فرنسا والمانيا وايطاليا وسيعرف كثيرون اين تقف هذه الدول الثلاثة: هل هي مع السلام العادل او مع استمرار الاحتلال وتهويد القدس وتحدي القرارات الدولية?.0