الادمان الشعبي الاردني على التغيير الوزاري والنيابي

تم نشره الثلاثاء 08 كانون الأوّل / ديسمبر 2009 01:32 صباحاً
الادمان الشعبي الاردني على التغيير الوزاري والنيابي
راكان المجالي

من الامور المألوفة في المجتمع الاردني ان الناس يضيقون ذرعا بالحكومات بعد اشهر قليلة من تشكيلها،، ، والى حد ما فان اشاعات التطلع الى تعديل الوزارة او تغييرها تلد مع تشكيل الحكومة ، حيث يبدأ البعض بالتنبؤ بان الحكومة ستعدل بعد اشهر او تتغير بعد اشهر اطول.

واذا كانت شهوة التغيير تقليدا اردنيا مزمنا الا انه في العقدين الاخيرين يعبر عن ضيق الناس من الاوضاع المعيشة وقلقهم على المصير الوطني ولذلك يحمّلون الامر اكثر مما يتحمل ومما يحتمل..وكما هو معروف فان الناس قد قابلت حل مجلس النواب بالغبطة والارتياح واحيانا الشماتة بالمجلس المنحل ما يعني ان غالبية الجمهور الاردني قد ضاق ذرعا بضعف وارتباك وعدم فعالية مؤسسات الحكم وربما قاد هذا الى سقف توقعات عال بمجلس وزراء قادم «يشيل الزير من البير» وكذلك مجلس نواب يحقق المعجزات،،

عندما ترددت اول امس انباء تغيير الحكومة انتشر الخبر انتشار النار في الهشيم واصبح حديث الناس الذين ادركوا عند مساء امس الاول ان الخبر مجرد اشاعات وتوقعات او استنتاجات وفي احسن الاحوال تسريبات.

وكما ذكرنا فانه حتى في ظل ظروف افضل وحكومات فعّالة في الماضي كان هنالك تقليد اردني حيث يهش الناس ويستبشرون بتشكيل كل وزارة جديدة.

عمر الحكومة الحالية هو حوالي عامين وهو عمر طويل نسبيا في مقياس عمر الحكومات في العقدين الاخيرين ، وهنالك معطيات اضافية تبرر تهيج الاشاعات وتزايد الاستنتاجات حول تغييرها ، لكن الامر يظل اولا واخيرا في يد صاحب القرار.

وليس سرا ان تعاطي الناس مع حل مجلس النواب او تعديل او تبديل الحكومة لا ينبع من تقييم الخطاب الاعلامي والدعائي للنجاحات والانجازات التي تحققت في عهد هذه الحكومة او تلك او في ظل هذا المجلس او ذاك.. فالناس تقرأ في صفحات الواقع المعيش والاوضاع العامة والتوجهات والسياسات في ظل ظروف صعبة وتحديات قاسية تفرض اداء قويا وكفاءة عالية بل يأمل الناس بأن تجترح السلطتان التنفيذية والتشريعية حلولا ابداعية خلاقة ، وان تعزز وتطور النموذج الاردني في الحكم الذي كان مميزا وكان في مراحل موضع فخر غالبية الاردنيين.

وبدون الاقتراب من الخطوط الحمراء وما لا يقال فان ما قصدناه في هذا المقال هو تحليل ظاهرة التعاطي الشعبي السطحي مع اي تغيير والتي ربما انطوت على تطلع مجموع الناس لما هو خير وافضل والله من راء القصد.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات