الادمان الشعبي الاردني على التغيير الوزاري والنيابي

من الامور المألوفة في المجتمع الاردني ان الناس يضيقون ذرعا بالحكومات بعد اشهر قليلة من تشكيلها،، ، والى حد ما فان اشاعات التطلع الى تعديل الوزارة او تغييرها تلد مع تشكيل الحكومة ، حيث يبدأ البعض بالتنبؤ بان الحكومة ستعدل بعد اشهر او تتغير بعد اشهر اطول.
واذا كانت شهوة التغيير تقليدا اردنيا مزمنا الا انه في العقدين الاخيرين يعبر عن ضيق الناس من الاوضاع المعيشة وقلقهم على المصير الوطني ولذلك يحمّلون الامر اكثر مما يتحمل ومما يحتمل..وكما هو معروف فان الناس قد قابلت حل مجلس النواب بالغبطة والارتياح واحيانا الشماتة بالمجلس المنحل ما يعني ان غالبية الجمهور الاردني قد ضاق ذرعا بضعف وارتباك وعدم فعالية مؤسسات الحكم وربما قاد هذا الى سقف توقعات عال بمجلس وزراء قادم «يشيل الزير من البير» وكذلك مجلس نواب يحقق المعجزات،،
عندما ترددت اول امس انباء تغيير الحكومة انتشر الخبر انتشار النار في الهشيم واصبح حديث الناس الذين ادركوا عند مساء امس الاول ان الخبر مجرد اشاعات وتوقعات او استنتاجات وفي احسن الاحوال تسريبات.
وكما ذكرنا فانه حتى في ظل ظروف افضل وحكومات فعّالة في الماضي كان هنالك تقليد اردني حيث يهش الناس ويستبشرون بتشكيل كل وزارة جديدة.
عمر الحكومة الحالية هو حوالي عامين وهو عمر طويل نسبيا في مقياس عمر الحكومات في العقدين الاخيرين ، وهنالك معطيات اضافية تبرر تهيج الاشاعات وتزايد الاستنتاجات حول تغييرها ، لكن الامر يظل اولا واخيرا في يد صاحب القرار.
وليس سرا ان تعاطي الناس مع حل مجلس النواب او تعديل او تبديل الحكومة لا ينبع من تقييم الخطاب الاعلامي والدعائي للنجاحات والانجازات التي تحققت في عهد هذه الحكومة او تلك او في ظل هذا المجلس او ذاك.. فالناس تقرأ في صفحات الواقع المعيش والاوضاع العامة والتوجهات والسياسات في ظل ظروف صعبة وتحديات قاسية تفرض اداء قويا وكفاءة عالية بل يأمل الناس بأن تجترح السلطتان التنفيذية والتشريعية حلولا ابداعية خلاقة ، وان تعزز وتطور النموذج الاردني في الحكم الذي كان مميزا وكان في مراحل موضع فخر غالبية الاردنيين.
وبدون الاقتراب من الخطوط الحمراء وما لا يقال فان ما قصدناه في هذا المقال هو تحليل ظاهرة التعاطي الشعبي السطحي مع اي تغيير والتي ربما انطوت على تطلع مجموع الناس لما هو خير وافضل والله من راء القصد.