الذئــب

حين يريد البدوي ان يمدح احدا فانه يقول: (فلان ذيب)... لماذا يا ترى يصر البدو في الاردن على استعمال كلمة (ذيب).
القصة ليست مرتبطة بشراسة الذئب ولا بجمال وجهه ولا بحدة مخالبه، وليست مرتبطة ايضا بالأنياب الحادة.. هي ترتبط بشيء واحد وهو انه المفترس الوحيد بين كل مخلوقات الله والذي لا يروض..
فالأسد في لحظة ما قد يصبح مهرجا في السيرك والافعى تخلع انيابها وتصبح طائعة تستجدي طعامها وحتى الفهد اذا ضربت سياط المدرب في السيرك فانه يركع.
الاغرب من ذلك كله ان العقل البشري استطاع ترويض الفيلة ايضا في السيرك فهي تقدم عروضا وتنصاع لطلب المدرب.
لهذا يوصف الفارس بالذئب، ليس تشبها بشراسته ولكن تشبها بسلوكه وطبعه.. وللآن لم يفهم العقل البشري سبب رفض الذئب للترويض، وقد جرت محاولات عسيرة انتهت بموت الذئاب في اقفاصها، كانت تختار الموت على ان تنصاع لحركات مدربها..
الصحافة تمارس نفس الشيء حين تستهدف مسؤولا بالنقد الحاد او الكثيف.. هي تسعى لترويضه في لحظة ما كي يصبح خائفا او مطيعا، واحيانا تغيب الفوارق بين سوط المدرب وقلم الشامت..
كل يوم افتح على المواقع واشاهد حجم الهجوم على وزير الداخلية.. لا اعرف فالرجل قد يغادر موقعه وقد يبقى فيه.. ولكن وددت ان ابين سبب الهجوم هذا.. بالقول ان (نايف ذيب)... ربما هنا يكمن السبب.
hadimajali@hotmail.com