2010 أفضل أم أسوأ؟

هناك سـؤال بسـيط يصلح لاستطلاع لم يقم به أحد حتى الآن فيما أعلم، هذا السـؤال هو: هل تتوقع أن يتحسـن الوضع الاقتصادي في العام القـادم أم يسوء؟.
لو أجري هذا الاستطلاع فإن النتائج معروفة سلفا، فالتشـاؤم هو الغالب، وستقول الأكثرية أنها تتوقع الأسوأ، فسنة 2010 ستكون صعبة كما يقول الحكماء، ولكن لماذا ؟.
المفروض أن السنة الحالية 2009 كانت الأصعب لأنها سنة الأزمة العالمية وتداعياتها المحلية، ولكن العالم يوشك أن يخرج من الأزمة بعد أن بدأت مؤشرات الانتعاش بالظهور تباعا.
نفهم أن تسوء أوضاعنا كثيرا أو قليلا عندما يعاني العالم حولنا من أزمة شاملة، فلماذا تسوء هذه الأوضاع عندما يعود الاقتصاد العالمي إلى حالة الانتعاش؟ ولماذا لا يتحسن اقتصادنا مع تعافي الاقتصاد العالمي.
في عام 2009 الحالي كانت المؤشرات الاقتصادية في بلدنا مختلطة، بعضها يعطي قراءة إيجابية، وبعضها الآخر يعطي قراءة سـلبية، فماذا سيحدث في العام القادم؟ الأرجح أن المؤشـرات السلبية سوف تتحسن قليلا أو كثيرا، مع تحسن الاقتصاد العالمي، وليس هناك سبب لانتكاس المؤشرات الإيجابية أو انقلابها إلى سلبية.
تقول التقديرات الأولية أن الاقتصاد الأردني سيحقق نموا إيجابيا في العام القادم بنسبة لا تقل عن 4% مقابل 3% هذا العام، وأن السياحة الواردة سوف تسترد ما فاتها، وأن عجز الموازنة سينخفض إلى النصف، وأن المستوردات والصادرات سوف ترتفع بشكل ملموس، وأن سعر صرف الدينار الأردني سيظل ثابتا، وأن أسعار الفوائد سوف تستقر، وأن البنوك ستبدأ في التوسع وتقديم التسهيلات بعد أن عدلت أوضاعها وحسنت سيولتها وتعززت ثقتها بنفسها.
في ظل تضخم منخفض - حوالي 4%، فإن الحكومة والشركات سوف تمنح الموظفين زيادات عادية تكفي لحماية مسـتوى المعيشة لمحدودي الدخل من الانخفاض.
معظم مؤشـرات الحياة الاقتصادية في 2010 ستكون جيدة على الأقل لأنها ستكون منسوبة إلى حالتها في 2009 وهي سنة ضعيفة، وعلى الأخص أرباح البنوك والشركات.
بعض المشاريع والتصرفات الاقتصادية التي جرى تأجيلها في عام 2009 تخوفا من الأزمة سوف تنطلق في 2010. دعونا نتوقع الأفضل ونعمل له.
د.فهد الفانك