الملك والخطة العشرية والنواب وقانون الإستثمار

تم نشره الأحد 15 حزيران / يونيو 2014 12:42 صباحاً
الملك والخطة العشرية والنواب وقانون الإستثمار

الرسالة الملكية التي وجه فيها الملك الحكومة لإعداد خطة عشرية اقتصادية للنهوض بالإقتصاد ونشرت نهاية آذار ، وتبعها رد من رئيس الحكومة ، ومن ثم مؤتمر صحفي عقده وزير التخطيط إبراهيم سيف الثلاثاء الماضي ، تشي بأن الهم الإقتصادي لجلالته يفوق أي هم ، بعد أن نجا الأردن من تداعيات الربيع العربي وبدأ مشوار الإصلاح لديه بخطوات مهمة ، عُدل بموجبها الدستور ، وأنشئت محكمة دستورية ، ونشهد - راهنا - نقاشات جادة من قبل وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية حول قانون الأحزاب ، وكذلك نقاشات " مؤجلة " تخص قانون الإنتخاب الذي تسلمه مكتب رئيس الحكومة ، ومن المتوقع عرضه على ديوان التشريع خلال عام أو عامين ، وذلك لتجنب غضبة نيابية في المجلس السابع عشر .

ولأن جلالته حدد برسالته التي سبق لي التطرق إليها في مقال سابق ، سبع نقاط استراتيجية مهمة ، فإن كل الحكومة باتت مستنفرة للإستجابة للتوجيه الملكي ، فكان ، أول ما كان ، رسالة النسور " رسالة الرد " وتلا ذلك على الصعيد العملي – إن أهملنا التصريحات الروتينية – مؤتمر وزير التخطيط ابراهيم سيف حول الخطة العشرية ذاتها ، مؤكدا – الوزير – أنهم سينتهون من وضعها نهاية هذا العام 2014 ، وقد أطلقت الحكومة عليها اسم ( رؤية الأردن 2025 ) .

أي أن الأمور تجري كما يجب ، هكذا يفترض ، ولكن الأمور لا تجري هكذا ، وفق ما شهدناه في البرلمان ، يوم الاربعاء الماضي ، حينما ناقش النواب قانون الإستثمار .

يفترض ، أن يتكاتف الجميع لإنجاح المشروع الملكي ، وأن لا يكون صياغة الخطة بالتنسيق مع الجميع – كما أعلن وزير التخطيط – مجرد كلام في الهواء ، والذي شهد جلسة البرلمان يوم الأربعاء ، وقد شاهدتها عبر المدينة نيوز ، يدرك أن السلطة التنفيذية في الشرق والتشريعية في الغرب .

فلقد دفع نواب كثر لإلغاء مواد في قانون الإستثمار تعتبر استراتيجية وهامة في دعم هذا القطاع الذي لا يمكن أن تقوم للإقتصاد الوطني قائمة بدونه ، ورأيناهم يتكاتفون في سبيل جعل المناطق الإقتصادية تحت أمرة مباشرة للبيروقراطية وإعادة العجلة إلى الوراء ، بل إن بعض النواب تكاتفوا في سبيل إلغاء قانون نافذ مستقل يعود لإحدى المناطق الإقتصادية من خلال إضافة فقرات على بعض مواد قانون الإستثمار ، من شأن الأخذ بها ضرب هذا القطاع وإفشال الخطة العشرية .

هؤلاء ، وبدون أسماء ، يفكرون بطريقة لا أجد لها تفسيرا سوى أنهم يجدفون بعكس التيار ، وكأنهم – بهذه الآراء التي طرحوها في القبة – يريدون إفشال خطة الحكومة العشرية ، والعودة بنا إلى عصر الجمود وقرع طبول رفض الخصخصة من جديد ، وكأنه بقي هناك شيء نخصخصه ، رغم أن اللجنة التقويمية للخصخصة انتهت من تقريرها وأعلنته في مؤتمر صحفي ، وأثنت على الخصخصة عموما وانتقدت بعض الإجراءات حيالها ، وهؤلاء ، ومن خلال محاولتهم تقييد الإستثمار بقانون " انكشاري " يعودون سيرتهم الأولى في وضع العصي في دولاب أي تقدم ، متناسين بأننا في القرن الحادي والعشرين .

ولا يقبل أردني واحد أن تكون المناطق الإقتصادية المستقلة خارج رقابة الدولة الأردنية ، وأقول : رقابة ، ولا أقول تنفيذ أو إشراف ، لأننا إذا عدنا إلى بيروقراطية الأعمال و " الإهمال " فلن ننجز شيئا ، ومن أجل تحقيق الرقابة الحكومية على المناطق الإقتصادية فقد تم إخضاعها لرقابة ديوان المحاسبة ، أما إذا أراد المستثمر أن يوقع على معاملة تخص مشروعه وتطلب الأمر 100 توقيع ، فإن المناطق الإقتصادية جاءت لإنهاء هذه الظاهرة المتخلفة والتقدم بالأردن نحو العصرنة .

أحمد الله أن التصويت في الجلسة الأولى لم يكن كما اشتهى هؤلاء النواب ، حيث صوتت الأغلبية ضد اقتراحاتهم ، إلا أن الخوف يكمن في مواد أخرى لا زالت قيد النقاش ، حيث انتهت الجلسة المذكورة بدون إقرار القانون بالمجمل ، وعلى النواب أن يكونوا واعين ومدركين بأن الإستثمار هو الذي يأتي بالأموال وهو الذي يشغل العمالة العاطلة ، وهو الذي ينعش البلد .

باختصار : خطة عشرية ناجحة بحاجة إلى قوانين مساندة ، فبدون القوانين المساندة والفاعلة فكأنك يا بو زيد ما غزيت ، وسيصيب ( رؤية الأردن 2025 ) ما أصاب " الأجندة الوطنية " وأخواتها من مشاريع متقدمة تم إحباطها وأصبحت مجرد ذكريات .

الدكتور فطين البداد 

fateen@jbcgroup.tv

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات