فضيحة «المفرق»..!

تتفجرفضيحة المفرق ، والطوابق العُليا في الحكومة ، تناقش هذه الايام موعد الانتخابات النيابية المقبلة ، والتفكير هو بين موعدين ، اما قبل شهر رمضان المقبل ، او بعده ، في اسوأ الحالات ، فيما اطفال المفرق الذين يتم كيهم بملاعق مُحماة ، لايعرفون ان كانت هناك انتخابات ام لا ، ولايعرفون سوى مذاق الحرق الكافر.
لايوجد توجه لتأجيل الانتخابات اكثر من صيف العام المقبل ، ، ولن يتم تأجيلها لمدة عامين ، كما يتوقع البعض ، وستكتب الحكومة للملك ان اجراء الانتخابات مُتعذر خلال الشهور الاربعة المقبلة ، وستصدر الارادة الملكية بتأجيل موعد الانتخابات ، ومن المفترض ان تصدر ارادة ملكية ثانية بتحديد موعد الانتخابات ، غير ان توقيت صدورها ، يبقى مفتوحا.
ذات الطوابق العليا بحثت في شروط ترشيح المرشحين ، وتم طرح اراء تقول انه يتوجب وضع شروط بمنع المرشح من الوصول للبرلمان لاكثر من دورتين ، والبعض اقترح ان يكون هناك شرط بحصول المرشح على البكالوريوس ، والرأي القانوني الذي حسم الصورة وفقا لاخر المعلومات ، ان مثل هذه المواد تُعارض الدستور ، الذي تقول مادته السادسة في فقرتها الاولى ( الأردنيون أمام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وإن اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين) والمؤكد وفقا لمصدر على صلة بما يجري ان التغييرات ستكون طفيفة على قانون الانتخابات ، وفقا لاخر المؤشرات ، وقد تتحدد بعدد النواب ، وبوضع بعض الدوائر الانتخابية.
في المجالس المحلية ، وانتخابات اللامركزية سيكون هناك شرط "البكالوريوس"للمرشح ، ولم افهم لماذا يجوز ان يتم وضع هذا الشرط ولايجوز وضعه بشأن مرشحي البرلمان ، المؤكد اننا امام "ورشة عمل" كبيرة على الصعيد الداخلي ، سوف تخطف الانظار باتجاه قضايا كثيرة ، تتعلق بالانتخابات ، وبمن يرشح من ، ومن يفوز ومن سيخسر فرصته ، ووسط هذه الاجواء اعادتنا قصة "المُربية" في المفرق التي تحرق ايدي الطلبة ، من ذوي الاحتياجات الخاصة ، والفقراء ، الى واقعنا المؤلم ، فأي حديث عن الحكومة والتغيير والانتخابات ، وغير ذلك ، هواعادة انتاج لاهتمامات الناس ، ومانفع كل هذا الكلام ، مع بقاء كل هذه المشاكل الاقتصادية والاجتماعية.اي "سيدة" هي تلك التي تتمكن من احماء الملعقة وكي الاطفال بها ، هل وصلنا الى نقطة اللاعودة.؟.
لانريد ان تكون الانتخابات سببا في تنفيس الاحتقانات الاجتماعية والاقتصادية ، فهناك في المشهد ماهو اخطر من تفاصيل الانتخابات ، الانتخابات ستكون نتيجة لوضع يشكو منه الناس بمرارة على كافة الاصعدة ، والاردني الذي لايكفيه راتبه لشراء الخبز والوقود واجرة الحافلة وعلبة السجائر ، يصحو كل يوم على قصص مُفجعة ، من المشاجرات الى محاولات الانتحار ، وصولا الى صدمة المفرق التي تكوي وجوهنا وقلوبنا ، وتُذكرني بحادثة "مبرة شهيرة" منتصف التسعينات ، تلك الحادثة التي دوت في البلد انذاك على اعلى مستوى ، ولم تمر بهدوء ، وكان من نتائجها ، تأثر وجود الحكومة برمتها ، وما بين الطوابق العليا المشغولة بتفاصيل الانتخابات ، والطوابق الارضية المشغولة بلقمة الخبز ، والتي استفاقت على فضيحة المفرق ، لانملك الا ان نسأل الله اللطف بحالنا وببلدنا العزيز.
لاطفال المفرق منا قُبلة اعتذارعلى وجوههم.. اما الانتخابات ، فاني اصُوت لاطفال المفرق اولا وآخرا.
mtair@addustour.com.jo