المحطة الاخيرة : الرهان الاهم هو على وحدة الشعب الفلسطيني

من الطبيعي ان يقدر الشعب الفلسطيني اية بادرة خارجية ، خاصة عندما تأتي من اوروبا التي كانت وراء زرع الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي ، ويذكر الفلسطينيون السياسي السويدي العظيم الكونت برنادوت الذي اغتاله الصهاينة وكان احد ضحايا الارهاب الصهيوني الذي انفجر قبل اغتصاب فلسطين في العام 1948 ، ويذكر الفلسطينيون كذلك بالتقدير موقف الرئاسة السويدية للاتحاد الاوروبي التي حاولت بلورة مشروع يقول ان القدس الشرقية هي عاصمة اسرائيل ، لكن النفاق الاوروبي اجهض القرار وتحول الى نص يقول ان القدس عاصمة لدولتين ، وهو قرار يضاف للقرارات الغامضة والملتبسة التي تحتمل تفسيرات وتأويلات بشأن حل القضية الفلسطينية ، لكن مع الاقرار بخيار الرهان على الحلول السياسية فان المهم في رأينا هو الرهان على صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته ووحدته الوطنية فقد اغتصب الصهاينة فلسطين تحت شعار «ارض بلا شعب» تستدعي عودة اليهود لهذه الارض التي يدعون انهم سكنوها قبل 2000 عام.
وليس سرا ان الغرب ابتداء من وعد بلفور وانتهاء بوعد بوش وافتتان اوباما باسرائيل حيث سخر الامريكان كل امكانياتهم وطوعوا كافة سياساتهم للاستيلاء في النهاية على كل شبر من ارض فلسطين.
وكما يقول محمود درويش فان الارض التي هي الوطن ليست حقيبة ، وهي باقية ما بقيت ارادة الحياة لدى الشعب الفلسطيني وامته العربية ، وما دام هذا الشعب يثبت وجوده ويؤكده رغم كل انواع الضغوط واشكال التآمر لالغاء هذا الشعب ولاثبات الشعار الصهيوني بان هذا الشعب غير موجود الا كعدو او كهنود حمر.
نقول هذا الكلام اليوم لننبه الى خطورة الانقسامات الفلسطينية الراهنة والصراعات السياسية على السلطة والنفوذ ، وكل النذر التي توحي بتكريس التناقضات الداخلية الحادة وصرف الصراع مع العدو عن مجراه ليتحول الى صراع داخلي بات هو القضية وهو المعضلة واختزل المشهد السياسي داخل فلسين وحولها.
ورغم اكتمال ابتلاع اسرائيل لكل ارض فلسطين عمليا ، فقد ظل الرهان على ان الشعب الفلسطيني قادر على بناء كيانه الوطني حتى وهو في ظل الاحتلال ، وقد كنا نقول للمرحوم ابو عمار ورفاقه: «اما الآن وقد اعطاكم اتفاق اوسلو صلاحية انشاء سلطة وطنية فان التحدي امامكم هو ان تجسد هذه السلطة هوية الشعب وكيانه وارادته وتميزه ، وان لا تكون سلطة كما تريدها اسرائيل ، سلطة امنية وادارية فقط تقوم بهذه المهمات نيابة عن اسرائيل. وكان الشعب الفلسطيني الذي يمتلك كفاءات لا مثيل لها في الوطن العربي هو الاقدر على بناء سلطة مؤسسية وديمقراطية فعّالة توحد الشعب الفلسطيني وتبني فلسطين وتقود تغييرا خلاقا على الارض ، وفي هذه الحالة لو نجحت القيادة الفلسطينية في انجاز مشروع سلطة مؤسسية متطورة فان ذلك كان سيعني فرض مشروع هذه الدولة النموذجية في المنطقة حتى لو كانت بلا ارض لكن العالم سيكون مُحرجا وحتى مجبرا لمساعدتها وتمكينها من استعادة جزء من اراضيها تقيم عليه هذه الدولة المميزة والمحترمة والقوية والقادرة على اقناع العالم بالاعتراف بها وبحقوقها وتقرير شعبها لمصيره.
وجماع القول ان خسارة ارض فلسطين يُجسد الالم والاغتصاب والرد عليه هو بتأكيد وحدة الشعب الفلسطيني وتفعيل ارادته وقدرته على بناء سلطته وكيانه ومشروع دولته النموذجية كرد وحيد على اغتصاب الارض طال الزمان ام قصر.