من يدفع ثمن التحفيز؟

تم نشره الخميس 17 كانون الأوّل / ديسمبر 2009 01:53 صباحاً
من يدفع ثمن التحفيز؟
د.فهد الفانك

تحفيـز الاقتصاد اصطلاح جـذاب، وقد يكون مفيـدا سياسيا وإعلاميا، ولكن وضعه موضع التنفيذ على حساب الخزينة قد تكون له نتائج خطيرة في حالة بلد يشكو من ثقل المديونية واتساع فجـوة العجز.

التحفيز كما مورس في الدول الصناعية يتطلب مخصصات ماليـة ضخمة، وليس مجـرد تصريحات وشعارات. في حالة الأردن هذه المخصصات غير متوفرة، فالمطلوب تخفيض العجز بتخفيض النفقات وليس زيادتها باسم التحفيز.

التحفيز يكون مطلوبا بإلحـاح عندما يعاني الاقتصاد الوطني من ركود شـديد ويحقق نموا سـالبا، أما في حالتنا فإن هناك تباطـؤا، ولكن النمو الإيجابي مستمر، وقد تحقـق بنسبة 3% هذه السنة، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 4% في السنة القادمة بدون تحفيز غير ما هو وارد في الموازنة العامة.

التحفيز الآن متأخر كثيرا، فقد حصل في الاقتصاديات الصناعية قبل أكثر من سنة، حيث بدأت تلك الاقتصادات بالانتعاش، وبدأت الحكومات باسترداد الأموال التي استخدمتها في التحفيز، وفي حالتنا ليس المطلوب الذهاب إلى الحج والناس راجعين!.

تحفيز الاقتصاد، إذا تقرر، سيكون الغطاء الذي يسـتخدم لتنفيع بعض الجهات الغير مؤهلة للحصول على المال من البنوك، وتريد بدلا من ذلك أن تحصل على المال العام أو الضمانات الحكومية تحت اسم التحفيز.

أمر طبيعي أن تفشـل بعض المنشآت فتخـرج من السوق، فالحرية الاقتصادية لها ثمن، ولا يجـوز أن يطالب رجال الأعمال والمستثمرون بعـدم تدخل الحكومة في شؤونهم في أوقات الرواج، ثم يعودون إلى أحضان الحكومة لتحملهم على أكتافهـا في أوقات الركود، فهـم عند تحقيق الأرباح رأسماليون حتى النخاع، وعند خطر الإفلاس اشتراكيون متطرفون!.

الاقتصاد الأردني جسـم حي، فيه خلايا جديـدة تولد كل يوم، وخلايا قديمة تذبل وتموت وعلى الجسم أن يتخلص منها. وفي السوق التنافسية هناك من ينجح ومن يفشل، والحكومة لا تتكفل بشؤون الفاشـلين.

في جميع الحالات، فإن على من يريد التحفيز، أو انتشال الغارقين، أن يراجع وزير المالية بخصوص تدبير المال اللازم، والجواب معروف سلفا، فهذا الوزير له تاريخ ولم يأت للانهماك في تكثيف عمليات الاقتراض وتسمين العجز والمديونية لتلبية الطلبات التي ستنهال عليه.


 


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات