معادلة الدعم الغربي ورفض اسراسيل للسلام!

ايام الحرب الباردة كان المسؤول الاميركي يقول صراحة: لن نسمح للنفوذ السوفياتي أن يحقق انتصارا في الشرق الاوسط بهزيمتنا في اسرائيل. ولن نسمح للسلاح السوفياتي ان يهزم السلاح الاميركي والغربي في اسرائيل!!.
كان بعض العرب يقبلون بهذا المنطق، ربما لأنهم مع الغرب في الصراع الاميركي - السوفياتي، وليس بالضرورة أنهم مع اسرائيل. وكان اكثر العرب يقول: ترى لماذا كانت اميركا والغرب يدعمون العدوان الاسرائيلي أيام كنا كلنا حلفاء لأميركا والغرب، وقبل أن يدخل السلاح والنفوذ السوفياتي الى المنطقة؟!.
والسؤال الان مطروحا: ترى لماذا تدعم اميركا التوسعية الاسرائيلية، ورفضها المستمر للسلام في الوقت الذي انتهت به الحرب الباردة، واصبحنا كلنا من جماعة القطب الواحد؟؟ ألم تلاحظ ادارات اميركا المتعاقبة واوربيون مهمون كبريطانيا وفرنسا والمانيا ان التطرف الاسرائيلي ما يزال يتناسب طرديا مع حجم الدعم المالي والعسكري والاستراتيجي الغربي لاسرائيل؟؟.
في جلسة ضيقة في البندستاج مع رئيس لجنة الشرق الاوسط في المجلس الاتحادي كنا نتغدى ونحاول أن لا نصل في النقاش الى حد افساد الجلسة كلها. قلت له: لقد عشت فترة في برلين، وكنا نهتم بزيارة عاصمة المانيا الشرقية لاسباب ثقافية: الكتاب والموسيقى والمسرح. وابديت له اعجابي بمسرح سياسي كوميدي كان ينتقد حتى الحكومة الشيوعية. فقال: نعم، نعم لكن هذا المسرح لن يستمر لأن كلفته عالية وهناك اولويات.
واخذتني الدهشة لهذه البساطة التي يعالج فيها عضو برلمان قضية ثقافية هامة.
- كيف؟!.
- لا مال عند الولاية وبلدية برلين!!.
وقلت للنائب المحترم: لكن هناك مال لتقدموا لاسرائيل ثلاث غواصات تحمل رؤوسا نووية على صواريخ بولاريس المشهورة؟ بالضبط هدية قيمتها المعلنة 600 مليون يورو!!.
وفقد الرجل كياسته، وبدأ يخبص، فليس اسهل من استثارة المسؤول الاميركي والاوروبي حين تشير ولو تلميحا الى العلاقة غير الاخلاقية مع اسرائيل، وكلفتها الباهظة على الشرق الاوسط والعرب!!.
هذه الخواطر تواردت بعد قراءة تصريح الامير سعود الفيصل لصحيفة الهيرالد تريبيون. فهذا المسؤول الذي ادار الدبلوماسية السعودية خلال 35 عاما يقول بوضوح أن سياسات اميركا هي التي تشجع اسرائيل على رفض السلام!!.