نوبل للسلام بدون سلام

تم نشره السبت 19 كانون الأوّل / ديسمبر 2009 01:21 صباحاً
نوبل للسلام بدون سلام
د.فهد الفانك

تسـلم الرئيس الأميركي باراك أوباما جائزة نوبل للسلام وألقى بالمناسبة خطابا دافع فيه عن الحرب إذا كانت عادلـة. والمعروف أن كل الذين يشـنون الحروب يصفونها بأنها عادلة وذات أهـداف نبيلة، حتى بوش الذي يستحق جائزة إله الحرب كان يؤكـد أنه هاجـم العراق دفاعا عن النفس، ومن أجل الديمقراطية وحماية السلام العالمي من أسلحة الدمار الشامل. بل أنه أعلـن رسميا أن إسـتراتيجية إدارته تقـوم على أساس الحرب الاستباقية فالحرب هي خياره الأول لمواجهة التحديات.

جائـزة نوبل للسلام تمنح لمن يحقق إنجازا باتجاه السلام، ولكن أوباما منح الجائزة سلفا ثم طلب منه أن يستحقهـا عن طريق تحقيق السـلام. والسلام الوارد في الأذهان هو السـلام العربي الإسرائيلي الذي لم يحـقق أوباما شـيئا في اتجاهه حتى الآن.

أوباما تسـلم جائزة السلام في الأسبوع الذي قـرر فيه إرسال 30 ألف جندي إضـافي لتعزيز الجيش الأمريكي المقاتل في أفغانستان ليصل تعـداده إلى 100 ألف.

الحرب على أفغانسـتان بدأت حربا دفاعية ردا على إيواء تنظيم القاعدة الذي اعتدى على أميركا في 11 أيلول 2001، ولم تحقق الحرب أهدافها، فأفلت أسامة من لادن وأنصاره، وما زالوا أحرارا ويشـكلون تهديدا لأمن أميركا وحلفائها.

لماذا تسـتمر أميركا في حربها طالما أن قيادة القاعدة كامنة في مكان غير معروف، ولا يمكن الوصول إليه بالوسائل العسكرية.

نفس أميركا قصير، فهي لا تطيق الخسائر البشـرية ولا تستطيع أن تحارب إلى ما لا نهاية، وكل جنـدي أميركي في أفغانستان يكلف مليون دولار سنويا، أي أن كلفة الحرب خـلال العام القادم سـتكون في حدود 100 مليار دولار. وإذا كانت أميركا ستنسحب من أفغانسـتان في 2011 وتتركها لسيطرة طالبان، فلماذا لا تنسـحب اليوم لتوفير المال والدماء طالما أن النتيجة محتومة كحرب فيتنام.

أميركا لا يمكن أن تنتصر في أفغانستان، وليس لها مسـتقبل هناك حتى لو قتلت آلافا من أنصار طالبان.

لا يسـتطيع أوباما تحقيق السلام في أفغانستان لأنه متهم داخليا بالضعف والإشراف على تراجع أميركا وهزيمتها. ولا يستطيع تحقيق السلام في الشرق الأوسط لأنه تحت ضغط اللوبي اليهـودي وسوف يتهم بالإسلام واللاسامية لو حاول.


 


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات