وزارة للعشائر

تم نشره الثلاثاء 22nd كانون الأوّل / ديسمبر 2009 01:55 صباحاً
وزارة للعشائر
ياسر أبوهلالة

لن يمس قانون الصوت الواحد المجزأ، وكل ما جرى وما سيجري حول قانون الانتخابات هو من باب المجاملات السياسية. والتعديلات التي ستجرى ستكون شكلية لا تمس الجوهر. وفي أحسن الأحوال ستجرى انتخابات من دون تزوير أو تدخلات رسمية فجة.

في غضون خمسة عشر عاما من القانون غير الدستوري تبخر ما تبقى من مفاهيم المواطنة. فشرط وجود الوطن هو وجود المواطن. عندما يتحول الفرد إلى جزء من كيانات أدنى أو أعلى ينتهي الوطن من العقل والوجدان وتنتصب بديلا له العشيرة والطائفة والاثنية والحارة وما دون ذلك.

أجيال كاملة وجدت نفسها أمام ولاءات مغلقة لم تخترها، لم تنخرط في نشاط عام، دعيت إلى التصويت أميا على مرشح الإجماع. وفي الوقت الذي جرَم بلد مثل الكويت الانتخابات الفرعية على مستوى العشيرة كانت الدولة عندنا ترعى وتتدخل وتراضي وصولا لإجماع حول المرشح الفذ.

في انتخابات الجامعات تقسم الطلاب وفق أدنى كسر عشري. فكيف في الانتخابات البلدية والنيابية ومجالس الحكم المحلي المنتظر؟ الإشكالية الوحيدة وجود عدد لا بأس به ممن وجدوا أنفسهم بلا عشيرة، وهؤلاء ينتسبون إلى تجمعات تحضرت في مرحلة مبكرة وهؤلاء يمكن أن يشكلوا عشيرة "بلا"!

الحكومات تقود وهو ينقاد لها، وهي تمن عليه بإدخال الأولاد للمدارس وقد تحن عليه بفرصة عمل بالمياومة. مع أنها دستوريا هي تنقاد له وواجبها تأمين حقوقه في التعليم والعمل ناهيك عن حقوق التعبير والتنظيم والاجتماع.

لماذا قانون انتخابات؟ لا داعي له. وعلى هواة الإصلاح السياسي الاكتفاء بوزارة التنمية السياسية، التي ستظل تعقد ورشات عمل وندوات ومؤتمرات على تعاقب الحكومات. ويمكن تسجيل مزيد من الأندية والجمعيات ذات النفع العام والخاص الممولة أجنبيا أومن جيوبنا.

نحتاج في الواقع إلى قانون عشائر جديد، فقانون الإشراف على البدو وضع للعشائر الغازية ولم تدخل فيه حتى العشائر الرحل. نحتاج إلى قانون جديد يراعي انتهاء الغزو والرحيل، فهدف القانون السابق وفق ديوان التفسير عام 1946، الذي وقع عليه سمير الرفاعي الجد: " كما يظهر من مجموع أحكامه- إنما هو منع الغزو بين العشائر الرحل والحيلولة دون وقوع أي حوادث بين هذه العشائر من طبيعتها ان تؤدي الى الاخلال بالأمن في شرق الاردن".

ما الذي تغير علينا؟

هذا وقد  دعيت من وزارة التنمية السياسية في الحكومة السابقة، وهي وزارة لم يشملها التغيير، للحديث عن العشيرة والسياسة، وربما الأنسب أن تؤسس وزارة للعشائر يكون فيها قسم للأحزاب السياسية حتى تستقيم الأمور.

yaser.hilala@alghad.jo



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات