التوريث... اخطر ما يكون على حكومة الرفاعي

تم نشره الأربعاء 23rd كانون الأوّل / ديسمبر 2009 02:07 صباحاً
التوريث... اخطر ما يكون على حكومة الرفاعي
فهد الخيطان
يؤمن 52% من الرأي العام الاردني »العينة الوطنية« بقدرة حكومة سمير الرفاعي على تحقيق »مبدأ تكافؤ الفرص والشفافية في التعيين والترقية في القطاع العام« وفق نتائج الاستطلاع الاخير لمركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية.

النسبة متواضعة قليلا, وذلك مبرر من طرف المواطنين قياسا الى تجاربهم مع حكومات سابقة وعدت بالالتزام بمبدأ الفرص المتساوية لكنها خالفت في التطبيق.

حكومة الرفاعي مثل اي حكومة جديدة ستجري تعيينات ومناقلات واحالات الى التقاعد سعيا للوصول الى فريق حكومي قادر على تنفيذ سياساتها. في دول مثل الاردن لا توجد معايير سياسية للاختيار كما هو الحال في البلدان الديمقراطية التي يتولى المناصب فيها, وعلى كل المستويات اعضاء الحزب الفائز في الانتخابات, فيما يغادر مواقع المسؤولية رجال الحزب الخاسر, ولهذا يترك امر التعيين الى تقدير رئيس الوزراء ومجلس الوزراء, وفي زمن حكومات سابقة استخدم مسؤولون هذه السلطة على نحو يخدم مصلحة الاقارب والاصدقاء والمعارف. ومع مرور الوقت تحولت »الواسطة« الى نظام معتمد لاختيار من يشغلون الوظائف العليا في الدولة, وتوسعت القاعدة لتشمل الوظائف الصغيرة, وصار لدى معظم الاردنيين شعور بان من لا يملك واسطة من يحصل على وظيفة حكومية, ويندر ان تجد مواطنا لا يشكو غياب العدالة في التعيينات.

وما يزيد من الشعور بالمرارة استفحال ظاهرة التوريث في المناصب العليا والوظائف المتقدمة وهو شكل متقدم من الواسطة يحصل »الابناء« بموجبه على الوظائف العليا لمجرد ان آباءهم تقلدوا مواقع عليا في الدولة.

وفي السنوات الاخيرة صارت لدينا فئة موظفين كاملة متكاملة من ابناء المسؤولين.

واصبحت العشرات من المواقع حكرا عليهم تمنح لهم من دون غيرهم ويتبادلونها فيما بينهم وما ان يغادر احدهم موقعا حتى يجد البديل جاهزا. واذا لم يتوفر موقع شاغر فالبديل جاهز, مستشار هنا, أوهناك لحين تجهيز موقع مرموق.

الحكومات المتعاقبة كرست هذا التقليد الذي بدأ بالمناصب الوزارية وتوسع ليشمل معظم المواقع القيادية في القطاع العام والقطاع الخاص احيانا الذي تداخل مع مؤسسات الدولة في لعبة المصالح.

رئيس الوزراء الحالي بدأ عمله وسط اسئلة تتعلق بالتوريث غير ان هذا »المأخذ« تراجع الحديث بشأنه بعد استقالة والده من موقعه وسلسلة التصريحات التي اطلقها مؤخرا التي اكد فيها التزام حكومته بمبادئ العدالة والمساواة في الفرص واحترام القوانين وتفيد معلومات »الرئاسة« ان النية تتجه لتشكيل لجنة خاصة بالتعيينات لضمان تطبيق معايير النزاهة والشفافية والتنافس العادل بعيدا عن التوريث والتنفيع وكل اشكال الواسطة, لكن الايام الاولى من عمر الحكومة تظهر ان ماكينة التوريث ما زالت قادرة على انتاج مديرين ومستشارين جرى اختيارهم لمواقع في الدوار الرابع وخارج العاصمة والحبل على الجرار.

هذه السياسة ليست في مصلحة حكومة الرفاعي وستجعل الناس يتذكرون امر التوريث فيما هم يحاولون تجاوزه.0




مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات