هل هي أرض متنازع عليها ؟!

أول من استعمل جملة ''أرض متنازع عليها'' لوصف الاقتحام العسكري الإيراني لبئر رقم 4 من حقل الفكة النفطي العراقي هو: رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركي. ثم بعد ذلك كرت المسبحة في الفضائيات الببغائية العربية. فهل أن الاقتحام العسكري الإيراني هو لأرض متنازع عليها فعلا أم انها أرض عراقية؟!. وماذا يريد رئيس هيئة الأركان الأميركي من اطلاق صفة الأرض المتنازع عليها لأرض عراقية فيها حقل نفطي عراقي عمره الاستثماري أكثر من نصف قرن؟!.
الأنباء تقول إن بضعة الجنود الإيرانيين الذين دخلوا الحقل ورفع العلم على البئر رقم 4، انسحبوا منه وانزلوا علمهم عنه. ويبدو أن الرصد الإيراني لردة الفعل داخل العراق كانت كافية. لكن كلام القائد الأميركي يحمل نفس كلام ابريل كلاسبي للرئيس الراحل صدام حسين حين عرض شخصيا عناصر خلافه مع الكويت، قالت بالحرف: من سياستنا أن لا نتدخل في هذه الخلافات!!. فقد تكون هذه الجملة الصغيرة نمطا من عدم ممانعة العاصفة التي هبت. وهي لا تختلف عن الجملة الصغيرة عن أرض متنازع عليها بمثابة تشجيع لهياج عسكري إيراني يأخذ الآن شكل الصراع الداخلي بين احمدي نجاد والجيش والحرس وبين رجال الدين بكل أطيافهم.. من المحافظين على ارث الخميني، او من الاصلاحيين..
اغلب الظن ان تحريض رئيس الأركان المشتركة الأميركي لم يمر بسهولة على السياسيين الإيرانيين. فاشعال غضب حكومة شيعية في بغداد كان رئيسها وحزبه لاجئين سياسيين في إيران، ليس خطوة حميدة، خاصة وان طهران معنية بدخول العالم العربي من خلال شيعة العراق ولبنان واليمن. فالعراقيون سيفهمون احتلال بئر في حقل عراقي معروف لا يختلف كثيرا عن احتلال حقول النفط العراقي كله او جله من قبل الجيش الأميركي، وان هناك نمطا من الارضاء الأميركي لطهران على حساب العراقيين.
علينا أن نفهم اللغة الأميركية الجديدة. فهناك مؤتمرات قد تبدو متناقضة، وأصوات أميركية لا تخفي تعاطفها الغامض مع الحوثيين في اليمن، من خلال نفي المسؤولين لأية صلة بينهم وبين طهران، أو أن هناك تحالفا بين الحوثيين والقاعدة، والعاصمة الاميركية تدرك تأثير هذا الكلام على السعوديين، كما ندرك جميعا معنى تصريحات رئيس البرلمان الإيراني في القاهرة من ان بلاده لا تحمل أي عداء لليمن.
هناك فرق بين البضاعة الإعلامية المنشورة على أرصفة الشارع العربي، وبين السياسات الإقليمية والدولية وأهدافها الحقيقية!!.