العيد وأحمد بن الحسين والاخشيد !

لم يكن عام 2009 كله عاما أسود، ولن يكون عام 2010 كله مختلفا، فالتاريخ استمرار وتواصل لا يمكن قطعه في يوم ووصله بعد يوم، والأحداث كل متماسك لها ما لوحدة الزمان والمكان من انسياب وتكامل.
وإذا اعتدنا أن نقف في اليوم الأخير من العام الفائت ونتملاه ونصمه بعام الأحزان والكوارث، فإن حكمنا عليه حقيقي.. لأن تاريخنا الحديث تاريخ أحزان وكوارث، وإذا كنا اعتدنا في مطلع العام الجديد أن نرسم ابتسامة ساذجة في مواجهته ونأمل، فذلك من طبيعة الأشياء.. فلا بد حين نبدأ صباحا جديدا أن نعيش مع إشراقة يوم آخر!!.
لا فلسفة في التعامل مع يوم العام الجديد، فوداع العام القديم هو في الأساس احتفالية ملونة تصل ذروتها في الساعة صفر، ويطفئ المحتفلون النور للحظات وتستمر الاحتفالية ما شاء لها أن تستمر، وإذا كان تاريخنا لا يحمل هذا التقليد، فإن وداع العام القديم والبدء في العام الجديد كان على لسان أحمد بن الحسين سؤالا عيد بأية حال عدت يا عيد، بما مضى أم بأمر فيك تجديد؟!.
فعيد رأس السنة عنده، هو وداع لطموحه وأحلامه في بلاط الاخشيدي. وصرخة وجع وشتائم لم يصل إليها حزن ولا شتيمة في الشعر والسياسة منذ أول الكلام حتى.. الآن!!.
من هو اخشيد العرب الآن؟! من هو كافور؟ من يستحق أن يكون متنبئ العام الجديد؟!. كلها أسئلة وضعها قبل ألف عام شاعر العصور ولم يجد لها جوابا.. ولم نجد حتى الآن!!.
وعلى طريقة الجيران الطيبين الذين يتقابلون في الصباح صدفة نقول: كل عام وأنتم بخير!.