الخاسر الوحيد.. من تحدى نهج دبي وطموح محمد بن راشد

المدينة نيوز- كتب محمد سويلم- بعد إثارة الجدل هنا وتوجيه الهجوم هناك، وكيل الاتهامات والتشكيك طيلة الفترة الماضية بنهج إمارة دبي في القطاع العقاري، علينا اليوم أن نعترف بأن دبي تعرضت لمؤامرة على الصعيدين الإقليمي والدولي، بهدف النيل من اقتصادها وزعزعة ثقة المستثمرين في أسواقها بسبب المكانة التي وصلت لها تجارياً وعمرانياً..
وليس من المنطق الحكم على تجربة إمارة دبي، كأحد أكبر المراكز التجارية والمالية للشرق الأوسط والعالم، بالفشل، لمجرد تعرضها لأزمة مالية اجتاحت جميع مراكز المال العالمية وليس دبي فحسب، إضافة إلى التحديات التي واجهتها أسواق العقار في العالم بأسره، والحكم عليها بالإفلاس لمجرد الطلب بإعادة جدولة ديونها.
فمن البديهي أن تتعرض إمارة فيها هذا الحجم الضخم من المشاريع العملاقة تجارياً وعمرانياً إلى بعض الانتكاسات والأزمات، ثم إنها ليست المرة الأولى التي تواجه فيها دبي مثل هذه الظروف، التي خرجت منها في كل مرة أقوى من حالها السابق، برؤية جديدة أكثر إبصاراً لتبني فرص جديدة، وأكثر تصميماً على مواصلة المسيرة..
النهج الذي سارت عليه دبي منذ عقود خلت وفي ستينيات القرن الماضي تحديداً، تعرض لانتقادات واسعة وتشكيك بقدرتها على الايفاء بالالتزامات المترتبة على المضي في هذا النهج، فكانت دبي قد تبنت السير في تنفيذ مشاريع اعتبرتها في وقتها حيوية وحاجة ماسة لبناء الإمارة وإنعاش اقتصادها، رغم التحديات والأزمات المالية الخانقة، إلاّ أن هذا الطموح الممزوج بنضج الرؤية لم يرضخ أمام سيل الإحباطات وهمسات المراهنين على الفشل، بل مضت قدما نحو تحقيق الحلم "الأنموذج"..
ومنذ ذاك الزمن الذي لم تكن دبي فيه تملك إلاّ شح الموارد مقابل نضج رؤية سمو الشيخ راشد وتصميمه، وحتى هذا الزمن الذي ملكت فيه فكر وحكمة وطموح سمو الشيخ محمد بن راشد ونافست فيه أسواق المال في العالم، لم تعدل يوماً عن إقامة مشاريع التقدم والإعمار ولم تقف الإمارة عند حدٍ لتحقيق طموحاتها، وهذا كله كان وما زال وسط مراهنات خاسرة على قدرة دبي في الاستمرار.
هذه الإنجازات عبر تاريخ طويل أثارت حفيظة العديد من المتربصين في الداخل والخارج، ممن ضارهم ما وصلت إليه دبي من حفر اسمها في سجل أكبر أسواق المال عالمياً، ولعل تأثير أزمتها على مختلف بورصات المنطقة والعالم، لشاهد حي على مكانتها وتحكمها باقتصاديات العالم..
ستشهد الفترة المقبلة تقلباً بوجهات النظر وانقلاباً في المواقف، لمن سنوا سيوفهم في الفترة المنصرمة وأخذوا يطعنون بأنموذج دبي ومواقفها الاقتصادية وتخطيطها، بعد أن يقرأوا ملامح انجلاء الأزمة وإدراك انفراجها، سيبدأوا حينها بتلحين نغم المغازلات بعد أن شنوا الهجوم وكالوا الاتهامات، لأنهم سيوقنون أن دبي لن تخسر أبداً، وأن الخاسر الوحيد من تحدى نهج دبي وطموح محمد بن راشد.