سميح المعايطة.. خسارة واحدة تكفي..!!

قد لا تكون نهاية سعيدة لكاتب شجاع معروف أن ينتهي به المقام وزيراً أو مديراً عاماً أو مستشاراً في دار رئاسة الوزراء أو غيرها من المواقع المهمة في الدولة، كما أن العكس ليس صحيحاً دائماً..!!
من الأمثلة على هذه النهاية، التي نتمنى أن تكون سعيدة، ما حلّ بزميلنا سميح المعايطة، الذي عُيّن مستشاراً لرئيس الحكومة، مع يقيننا بأن الرئيس سيكون محظوظاً بهذه الاستشارية إذا وسّع صدره واستمع للنصيحة والرأي الصادق، فالزميل المعايطة كاتب له حضور شعبي واضح، واستطاع عبر ما يزيد على عقد مضى أن يكتب ويتكلم بلسان حال الشعب، معبراً عن هموم المواطنين ومشكلاتهم، مدافعاً عن مصالحهم وقضاياهم، والأمل بأن يستمر على هذا المنوال من الشجاعة والموضوعية في الطرح وإن اختلف الأسلوب، وإذا كنا نخسره ككاتب وصاحب قلم حر وجريء، فإن ما نعوّل عليه منه في موقعه الجديد سيعوّض هذه الخسارة، والمطلوب من الزميل العزيز أن يتسم بقدر عالِ من الشفافية الشجاعة في موقعه الجديد، ما يحتّم عليه، إذا أحسّ أنه بات مكبلاً وغير قادر على خدمة الناس وتبني قضاياهم من خلال هذا الموقع، أن يعود إلى خندقه الأول كاتباً وإعلامياً حراً، صاحب كلمة لا تجامل، وصوت لا ينافق..!!
نحترم خطوة الرئيس في تكريم رجال الإعلام والصحافيين والكتّاب، بتعيين بعضهم كمستشارين لدولته، ويزداد احترامنا له إذا فعّل دور هؤلاء المستشارين، واستطاع أن يختار الأمناء الصادقين منهم، من أصحاب الأقلام الحرة التي لا تجامل على حساب الوطن ومصالح الشعب لتحقيق مطامع شخصية ومغانم خاصة..!!
تفعيل دور الإعلاميين في أجهزة الدولة، هو فقط ما يعوّض خسارة الصحافة لهم، ويعزينا بفقدان بعض الأقلام الحرة.. أما تلك الفئة من المنافقين \"الكتبة\" فإن تعيينهم في مواقع مهمة بأجهزة الدولة ينطوي على خسارتين: خسارة في أداء هذه الأجهزة كونهم غير أكفاء ولا يستحقونها، وخسارة في نفوس الناس ومعنوياتهم، كون هؤلاء تبوأوا مناصب ليسوا أهلاً لها، وتم تكريمهم على نفاقهم وانتهازيتهم وأحياناً قدراتهم الابتزازية بدلاً من ازدرائهم وطردهم من على الأبواب..!!
يؤلمنا انتقال سميح المعايطة من زاوية القلم إلى زاوية الاستشارية بكل بريقها ولمعانها، وما يعزينا أمل عريض في أن يظل سميح كما عهدناه لساناً حراً للمظلومين والضعفاء، وعليه أن يجرب، فإن لم يستطع فالعودة إلى الخندق الأول أكرم له وأفضل، فحبر القلم الحر أمتع، رغم الثمن، من بريق الاستشارية الأخّاذ رغم الثمن أيضاً، مع فارق الثمنين، وخسارة واحدة أفضل من خسارتين..!!