حلول أسوأ من المشاكل

تم نشره الأربعاء 06 كانون الثّاني / يناير 2010 02:40 صباحاً
حلول أسوأ من المشاكل
د.فهد الفانك

يبدو أن الباب مفتوح على مصراعيه لأصحاب الأفكار الخيالية الذين يطرحون تلك الأفكار لحل مشاكل معينة يعتبرونها صعبة مع أن حلولهم أسوأ وأخطر من المشاكل المطلوب حلها.

يعتقد بعض هؤلاء أن البنوك لم تقدم خلال سنة 2009 تسهيلات مصرفية سوى 1% ، مما جعل دوائر الأعمال تشكو من نقص السيولة. وهذا ليس صحيحا ، فقد تم خلال السنة تسديد قروض وتسهيلات سابقة لا تقل عن مليارين من الدنانير ، فقامت البنوك بإعادة إقراضها لعملاء جدد أو سابقين مضافا إليها 150 مليون دينار أخرى.

حركة منح التسهيلات المصرفية ظلت ناشطة ، وقد حصل المقترضون المؤهلون على احتياجاتهم المالية ، بل أن البنوك تبحث عنهم ، فلا مصلحة لها بتجميد سيولتها لدى البنك المركزي بعائد 5ر2% إذا كانت تستطيع إقراضها بسعر فائدة وعمولة تصل إلى 9% أو 10%. المشكلة أن بعض النشاطات المتعثرة لا تستطيع الحصول على المال لأنها عاجزة عن إقناع البنوك بقدرتها على السداد.

تأتي الحلول الخيالية بأشكال غريبة مثل تحرير الاحتياطي النقدي الإلزامي الذي يقتصر الآن على 7% من الودائع ، ويشكل هامش أمان لمصلحة المودعين ، وإعادة إقراضه إلى البنوك بسعر رمزي ، 1 مثلا ، شريطة أن تقوم البنوك بإقراضه لعملاء جدد بسعر فائدة مخفض.

هذا الحل خاطئ ، أولا لأنه يضحي بهامش الأمان المطلوب مصرفيا ، وثانيا لأن البنوك لا تنقصها السيولة بل تعاني من السيولة الزائدة المودعة في البنك المركزي بعائد يقل عن الكلفة ، وثالثا لأن المقترضين غير المؤهلين ليس لديهم مشكلة في ارتفاع سعر الفائدة ، فهم على استعداد لدفع أعلى الفوائد الدارجة إذا كانت البنوك ترضى بالمخاطرة في المزيد من التورط معهم.

وصل الأمر ببعض أصحاب الأفكار الخيالية إلى مطالبة البنك المركزي بتأسيس صندوق لتقديم القروض للعملاء الذين لا يستطيعون الحصول على التمويل من البنوك التجارية ، وبهذه الطريقة نخسر البنك المركزي ونربح بنكا تجاريا آخر يحمل الرقم 24!! وكأن المقصود أن البنوك لا تريد المخاطرة بالمال الخاص فلماذا لا يخاطر البنك المركزي بالمال العام؟!.

لطفا اتركوا البنك المركزي يعمل كبنك مركزي ، خاصة بعد أن شهدت مراجع دولية معتمدة على أنه أفضل بنك مركزي في الشرق الأوسط.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات