"الدور المشبوه لقافلة شريان الحياة"

تم نشره السبت 09 كانون الثّاني / يناير 2010 01:29 صباحاً
"الدور المشبوه لقافلة شريان الحياة"
ياسر أبوهلالة

لا يصعب إيجاد رابط بين قافلة شريان الحياة ومحاولة تفجير الطائرة الأميركية المتجهة من أمستردام إلى ديترويت. فالمحاولة تزامنت مع منع السلطات المصرية للقافلة من دخول ميناء نويبع! بهذه الطريقة يفكر إعلام الحكومة المصرية، ولذا عنونت "الأهرام" العريقة بـ" الدور المشبوه لقافلة شريان الحياة". بدلا من أن تفكر بطريقة عقلانية وترسل صحافيا يرصد القافلة ويحقق مع أعضائها ويمضي معهم الساعات الثقيلة التي احتجزوا فيها على أرض العريش.

كان العقل الغائب الأكبر منذ وصلنا أرض العريش. فقد استقبلنا استقبال الفاتحين، ولم أصدق أن نشطاء الهلال الأحمر الذين يتبعون للسيدة الأولى في مصر يوزعون الورد الأحمر علينا، ويتبعون ذلك بوجبات ومياه صحية. لم تطل الدهشة فقد أغلق علينا المطار ومنعنا من التحرك. في القافلة التي  تضم جنسيات 17 بلدا لا يوجد من يتفهم السلوك القمعي. الناس الذين تذوقوا طعم الحرية  لا يطيقون طعم القيود. لا يوجد من يستجدي رجل أمن. أنتم قبضتم ثمن التأشيرة ومن حقنا أن ندخل! هذا كان المنطق الغربي.

عندما لم يستجب للوساطة بدأ النشطاء يإصدار ضجيج فقط. قرع الأدوات والضرب على الكراسي، أمام هذا الاحتجاج الذي لم يكسر فيه لوح زجاج غادرت القافلة إلى فنادق العريش. وفي اليوم التالي انتقلنا إلى ميناء العريش. تبين أن الذين ركبوا البحر مع السفينة احتجزوا في الميناء يومين ولم يسمح لهم بالخروج لقضاء حاجاتهم، ومن ثم احتجزت القافلة معهم جميعا.

لم يكن سهلا ولا مقبولا على من أمضى شهرا في سبيل الوصول إلى غزة أن يتحمل ساعات الاحتجاز. بدأ النشطاء بكسر باب الميناء والاعتصام خارجه. لم يدم الاعتصام طويلا وفض بالقوة، لم يهربوا أمام الهراوات والقذائف الرملية، تصدوا بشراسة واحتجزوا ثلاثة من الجنود. لم ترق تلك الشراسة لمنظمي القافلة الذين كانوا يأملون أن تظل الاحتجاجات في إطار سلمي. أصيب 55 من نشطاء القافلة وسالت دماؤهم من دون الوصول إلى غزة. بدا المشهد كاريكاتوريا؛ سيارات الإسعاف تستخدم لمعالجة المصابين من القافلة!

هذه المشاهد لم تخدم مصر. ولم يفتعلها النشطاء. لو تم التعامل معهم وفق القوانين المصرية لما احتجوا. فمن يحصل على تأشيرة يدخل البلد. وفوق ذلك ثمة اتفاق مكتوب في القنصلية المصرية في العقبة. لم يلتَزم بذلك كله.

التحريض على القافلة من الإعلام الرسمي المصري لم يتوقف، ومع ذلك كان الكبار والصغار في العريش يلوحون  بالتحية للقافلة وما في قلوبهم أكبر. هذه مصر الحقيقية التي اكتشفتها في غضون الدور المشبوه.

yaser.hilala@alghad.jo



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات