هيلاري في مربع نتنياهو فماذا فعل العرب بواشنطن؟

تم نشره الأحد 10 كانون الثّاني / يناير 2010 02:02 صباحاً
هيلاري في مربع نتنياهو فماذا فعل العرب بواشنطن؟
طاهر العدوان

ثمرة الحراك السياسي الاخير بين الدول العربية حول ما يسمى »بخطة امريكية لعملية السلام« كانت متاحة للجميع ليلة الجمعة, بعد اللقاءات التي عقدتها وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون مع كل من وزير خارجية الاردن ناصر جودة, ووزير خارجية مصر احمد ابو الغيط الذي رافقه ايضا مدير المخابرات عمر سليمان.

دعت هيلاري الى مفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين من دون شروط, وباقي ما جاء في احاديثها الصحافية مع زوارها, لم يتضمن اي جديد, لانها تجاهلت ايضا الحديث عن جدول زمني للمفاوضات التي تسعى الى اطلاقها, وباختصار مفيد, اكدت هيلاري انها لا تزال في المربع نفسه الذي يقف فيه نتنياهو, مفاوضات بلا شروط بوقف الاستيطان ومن دون تحديد المرجعيات, او وضع جدول زمني للحل النهائي, وهذا يعني بعبارة حاسمة, ان الحراك السياسي العربي لم يثمر عند ادارة اوباما, لاسباب يعرفها الجميع, واسباب اخرى تُعرف لكن لا تُقال.

امام هذه النتيجة, يبدو ان الرئيس الفلسطيني في وضع صعب, فهو لا يزال كما نشرت صحيفة الايام الفلسطينية يوم الجمعة, يصر على وقف الاستيطان وتحديد المرجعيات ووضع جدول زمني, قبل ان يذهب الى المفاوضات. وهذه كلها مواقف تستحق الثناء, اذ يبدو ان هذا الكم الهائل من سياسة الاعتدال التي ينتهجها ابو مازن, تجعل منه »متطرفا« عند هيلاري كلينتون اضافة الى نتنياهو, فقط, لانه لا يريد الانزلاق مرة اخرى نحو »مفاوضات عبثية« تجر مزيدا من عمليات الاستيطان والتهويد والقتل والقمع الاسرائيلي.

اذا كانت التقارير الصحافية الاسرائيلية والامريكية, تتحدث عن مواقف رسمية عربية مؤيدة لموقف هيلاري - نتنياهو, بالشروع بمفاوضات بلا قيد او شرط, فهذا قد يعني, ان اسهم ابو مازن انحدرت في حسابات السياسات العربية, تماما كما بدأ الامر مع ياسر عرفات. وهذا يعني ايضا, ان هناك قوى فلسطينية وعربية ودولية تدفع بالرئيس الفلسطيني لتنفيذ قراره بالانسحاب من موقعه واخلائه الى سلام فياض, رجل المرحلة المقبلة باتفاق معظم المحللين.

نحن امام حالة دولية واقليمية, لا الاعتدال الممثل بعباس مقبولا فيها ولا »تطرف« حماس ابتداءً. وهذا ما يجب ان يستخلصه الفلسطينيون الحاكمون في رام الله, وخصومهم في حماس غزة. فالانقسام الفلسطيني ليس مجرد »خصام« مُحِبّين, لكنه خسارة يومية على الساحة العربية والدولية يدفعها الشعب والقضية. ومن دون وقف الاستنزاف الفلسطيني فإن بورصة المساومات ستظل مفتوحة لطروحات حلول تكرس الاستيطان ولا تقيم دولة ولا تجلب السلام.

نتوقع ان نرى الحراك العربي ينشط من جديد, فمن المهم ان يعرف الرأي العام الفلسطيني والعربي, اين تقف العواصم من مسألة العودة الى مفاوضات عبثية, ومن قضية انحياز الادارة الامريكية لشروط حكومة المتطرفين في تل ابيب, ونتوقع ايضا, ان يواصل الرئيس الفلسطيني تحركاته وتصريحاته الرافضة للطرح الامريكي الجديد وان لا ينساق الى مقولة »مفاوضات افضل من لا شيء« لانه بهذه الوصفة تحولت المفاوضات الى اكبر غطاء للاستيطان والتهويد الذي لم يترك خطا احمر ولا ازرق الا واجتاحه, واقترح ان يوزع ابو مازن على السياسيين والاعلاميين في العالم العربي احصائية عن حجم الاستيطان الذي نشأ في ظل المفاوضات العبثية واوهام الخطط والوعود, من بداية خارطة الطريق وحتى اليوم مرورا بمؤتمر انابوليس الذي عاش ومات من دون أثر يذكر.





مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات