الوجود الأردني في افغانستان .. ليست حربنا

تم نشره الأحد 10 كانون الثّاني / يناير 2010 02:04 صباحاً
الوجود الأردني في افغانستان .. ليست حربنا
فهد الخيطان

صدمنا وزير الخارجية ناصر جوده بقوله ان الوجود الاردني في افغانستان سيتعزز في المرحلة المقبلة.

جوده الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي مشارك مع نظيرته الامريكية هيلاري كلينتون اكد ان الاردن من اوائل الدول الموجودة في افغانستان لمكافحة الارهاب الى جانب تقديم المساعدة الانسانية.

للوهلة الاولى يخيل للمراقبين ان للاردن وجودا عسكريا مكثفا في افغانستان والامر ليس كذلك بالطبع. فالحضور الاردني هناك يتمثل بمستشفيات ميدانية وتعاون استخباري في مجال مكافحة الارهاب كشفت عملية »خوست« جانبا مهما فيه.

بعد تلك العملية الانتحارية يصعب على الرأي العام الاردني ان يهضم تصريحات وزير الخارجية بشأن تعزيز الوجود الاردني في افغانستان وهي بالمناسبة توجهات تتناقض مع سياسة الولايات المتحدة الامريكية في عهد اوباما الذي يتبنى منذ اشهر استراتيجية للخروج من افغانستان وقال للأفغان بكل صراحة ان عليكم الاستعداد لتولي شؤونكم بانفسكم.

موقف اوباما كان خلاصة تصور امريكي يرى النصر في افغانستان امرا مستحيلا ويقر المسؤولون الامريكيون ان الوجود في افغانستان خاصة في بعده الاستخباري امر محفوف بالمخاطر. وقبل فترة وجيزة كتب رئيس المخابرات الامريكية في افغانستان مقالا في التايمز الامريكية شرح فيه معاناة عناصر المخابرات هناك والصعوبات الجمة التي تجعل من حربهم ضد تنظيم »القاعدة« وقادته ضربا من الجنون.

لن تتخلى امريكا عن ملاحقة قادة القاعدة كما لن يتخلى الاردن عن دوره في مكافحة الارهاب وليس مطلوبا منه ان يفعل ذلك لكن الحرب الدائرة في افغانستان ليست حربنا, وينبغي ان نتوقف عن خوض معارك الآخرين.

لقد ابلى الامن الاردني في مواجهة تنظيم القاعدة داخل حدودنا وبعد هجمات الفنادق الارهابية تمكن من تصفية حسابه مع الزرقاوي وحافظ على يقظة دائمة تجاه اي محاولة لاختراق امننا. في الاثناء توسعت المواجهة مع تنظيم القاعدة التي اصبحت لها قواعد في عدة دول ليس الاردن من بينها. اما الحرب ضد الارهاب في افغانستان وباكستان فهي من نوع آخر وتنطوي على تعقيدات شديدة, ويتمتع تنظيم القاعدة فيها بامتيازات خاصة من حيث البيئة الاجتماعية وظروف الصراع مع امريكا التي فشلت بدورها في اصطياد قادته الرئيسيين وعلينا ان لا نكون جزءا من هذا الفشل.

نحن دولة صغيرة ولسنا بقوة امريكا ومسؤوليتنا الدولية تتحدد وفق قدراتنا وامكانياتنا وهي كافية لحماية امننا لا امن الآخرين وليست لدينا القدرة على تعزيز وجودنا في افغانستان كما يقول وزير الخارجية. بينما الولايات المتحدة بجبروتها تقر بالفشل وتستعد للانسحاب. مصلحتنا هي في مواجهة اشكال التطرف الداخلي وتعزيز الثقافة الوطنية والديمقراطية في مواجهة ثقافة التكفير والانغلاق واجتتثاث الجذور الاقتصادية والاجتماعية للفكر التكفيري والضرب بقوة على يد كل من يفكر بالمس باستقرارنا الداخلي, هذا كله لا يتطلب تعزيز الوجود في افغانستان انما تعزيز الاصلاحات الاقتصادية والسياسية, ولنترك للامبراطورية الامريكية مهمة القبض على ابن لادن وايمن الظواهري ومواجهة الارهاب المعولم. وبخلاف ذلك فإن مواصلة النهج القديم سيكون مثل من يجلب الدب الى كرمه.




مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات