حالة الارتباك السياسي .. كيف نتداركها ؟

تم نشره الثلاثاء 12 كانون الثّاني / يناير 2010 08:53 صباحاً
حالة الارتباك السياسي .. كيف نتداركها ؟
فهد الخيطان

كلما اعتقدنا اننا نملك منهجية واضحة للمستقبل نعود الى حالة الارتباك من جديد ونكتشف أن القرارات الحكومية غير مدروسة وتحتاج الى مراجعة.

لم يكن في الحسبان ان الموازنة التي اقرت في عهد الحكومة السابقة تحتاج الى عملية فك وتركيب بهذا العمق.

الحكومة الجديدة جاءت وفي ذهنها مهمة اساسية هي اعداد خطط الوزارات خلال شهرين بناء على كتاب التكليف السامي. ولا نعلم كيف لوزارة ان تضع خطة للسنة الحالية وهي لا تعرف بعد مصير موازنتها ومخصصاتها التي تخضع الآن لعملية جراحية معقدة ووسط عجز تتنامى ارقامه كل يوم.

لسنا في وضع يسمح لنا باصدار الأحكام فكل حكومة تجتهد لكن المشكلة اننا وعلى المستوى الكلي نفتقد الرؤية. وهذه الحال هي التي تثير الشكوك في الأوساط العامة تجاه توجهات الدولة وتضعف المصداقية. فكل شيء قابل للتغيير وما من سياسة يمكن الرهان على استمرارها.

قبل اشهر كانت الأغلبية في اوساط الدولة متحمسة لإجراء الانتخابات المحلية »اللامركزية« قبل النيابية. ونَظّر الكثيرون لهذا التوجه. اليوم انقلبت الآية فمن كان يطالب بسرعة اجرائها يدعو الى التريث وتأجيل الملف برمته الى ما بعد الانتخابات النيابية. ولاننا في حالة شك وعدم يقين يسود اعتقاد في اوساط سياسيين مهمين بأن »النيابية« غير مؤكدة هذا العام. لا شيء بالطبع يدعو لتبني هذه الشكوك لكن الشعور بعدم امكانية التنبؤ ببوصلة السياسة والقرار هو الذي يغذي الاحتمالات المشككة دائما.

مع تآكل دور المؤسسات تردت آليات صناعة القرار الحكومي, ففي المحطات التي تحتاج الى سرعة في اتخاذ القرار تجدنا متأخرين وفي المراحل التي تتطلب دراسة متأنية للاقتراحات قبل اقرارها نتسرع في الحسم, وفي الحالتين يتبين اننا مخطئون.

الانطباع السائد اننا لم نغادر هذه الحال بعد واخشى ان الحكومة الحالية وفي غياب سلطة التشريع والرقابة تستسهل اتخاذ القرارات وتعديل التشريعات بالجملة تحت شعارات الاصلاح والتطوير وبعد عام او عامين نكتشف سلسلة من الاخطاء اصلاحها يكلف اكثر من مردودها.

ونعود من جديد في دائرة مفرغة من القرارات الارتجالية والتجريب الفاقد للرؤية. ونضيع الوقت في مراجعة السياسات بدلا من التخطيط للمستقبل والبناء على أنجز. انها بحق سياسة مكلفة تحتاج الى مراجعة جدية لا الى خطوات فجائية يذوي بريقها سريعا.




مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات