ضريبة الدخل وتواطؤ الحكومات مع اللجان النيابية وصندوق النقد الدولي

تم نشره الأحد 05 تشرين الأوّل / أكتوبر 2014 12:11 صباحاً
ضريبة الدخل وتواطؤ الحكومات مع اللجان النيابية وصندوق النقد الدولي
د. فطين البداد

لا يشفع لرئيس الحكومة أن يروج لمشروع قانون ضريبة الدخل لكونه مديرا سابقا للضريبة ، فالقضايا لا تقاس بالتجارب ولا بالخبرات ، بل بالمعطيات الموضوعية التي يعيشها البلد ومواطنو البلد .

عندما خفضت لجنة الإستثمار النيابية مبلغ الإعفاءات من 24 ألفا إلى 20 ألفا مع إضافة نظام " الفواتير " البالغ أربعة آلاف ، لم تكن تدري ، أو هي تدري ، بأنها ستقضي على ما تبقى من الطبقة الوسطى في الأردن وهي الطبقة التي تحرك الإقتصاد بعد أن أصبح البلد على شفير طبقتين فقط ، وهو شفير يجرف معه أي استقرار سواء أكان سياسيا أو اجتماعيا أو ثقافيا ، ولا أدري كيف يقيس رئيس اللجنة ورئيس الحكومة الأمور وبأي ميزان يزنانها :

عندما يقول رئيس الحكومة مدافعا عن الرقم الذي أقرته لجنة الإقتصاد النيابية وهو 20 ألفا : بأن الأردنيين هم اقل شعب في العالم يدفع ضرائب ، وأن قانون الضريبة هذا لا يطال أغلبيتهم ، فإنه نسي أو تناسى أن فقراء الأردن ومتوسطي الدخل فيه هم من يدفعون ضريبة المبيعات على كل شيء يشترونه وبقيمة ( 16 % ) .

وبالنسبة للطبقة الأعلى ، من مستثمرين وغيرهم ، فإن القانون حدد فترة تدوير خسائرهم بخمس سنوات فقط ، إضافة إلى أن هناك فقرة في القانون هي " نكتة " بكل ما في الكلمة من معنى ، وهي أن كل من يتخلف عن توريد الضريبة المقتطعة خلال 30 يوما فإنه يرتكب جرم " إساءة الإئتمان " وإساءة الإئتمان كما هو معروف ينظرها قانون العقوبات النافذ في الأردن ، أي أن أي جهة تتأخر - لأسباب قد تكون موضوعية - في توريد الضريبة فهي جهة أو شركة مجرمة سيتم حبس صاحبها ، هذا بالإضافة إلى فقرة أشد وأنكى تفرض غرامة على كل من لا يورد الضريبة في مواعيدها قدرها " أربعة دنانير " من كل ألف دينار عن كل أسبوع تأخير ، ولو حسبناها فستصل النسبة إلى أكثر من 20 % سنويا .

أذكر بأن رئيس لجنة الإقتصاد النيابية اعترف بالخطأ خلال دفاعه عن القانون : بأن من بين الذين تم إطلاعهم على القانون هو صندوق عزيز على قلوب الأردنيين جميعا ، ألا وهو صندوق النقد الدولي .

إذن : فإن صندوق النقد الدولي هو من كتب قانون ضريبة الدخل ، وليس ديوان التشريع أو الحكومة .
هكذا نفهم .

د. فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات