عمان تستضيف مؤتمرا عربيا حول الأسماء الجغرافية

المدينة نيوز:- بدأ خبراء ومختصون في الاسماء الجغرافية من 14 دولة عربية الثلاثاء أعمال المؤتمر السابع للأسماء الجغرافية في مسعى لتوحيد المصطلحات والأسماء الجغرافية وصولا إلى وضع خريطة موحدة وأطلس جغرافي رقمي عربي.
ويناقش المؤتمر الذي ينظمه المركز الجغرافي الملكي الاردني في فندق القوات المسلحة، بالتعاون مع الشعبة العربية لخبراء الأسماء الجغرافية، والاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، والاتحاد العربي للمساحة، "سبل توحيد كتابة الأسماء الجغرافية باعتماد نظام عربي موحد".
واكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور امين محمود في افتتاح المؤتمر، "اهمية المؤتمر لما يتناوله من إرثنا الثقافي والحضاري، الذي يعتبر مكونا اساسيا لوجودنا"، مشيرا الى ان اللغة العربية مهددة وتواجه تحديات كبيرة من الداخل والخارج.
وبين ان لا مستقبل لنا كعرب الا بإحياء اللغة العربية، والتي كانت يوما لغة كل علوم العالم وحرص طالبو العلم الغربيون على تعلمها باعتبارها المدخل للعلوم آنذاك.
وقال محمود ان المركز الجغرافي يضيء شمعة في بحر الظلام عبر جهوده الصامتة بالحفاظ على الموروث العربي والهوية العربية في فلسطين والاسماء العربية القديمة للقدس.
من جهته وجه رئيس الاتحاد العربي للمساحة الدكتور سركيس فدعوس نداء إلى المعنيين والرسميين في مراكز القرار في الدول العربية "للإسراع في تنظيم مهنة المساحة وإصدار ما يلزم من قوانين لإنشاء الكيانات التي ترعى ممارستها وتمنع ازدواجية المرجعية هذه المهنة".
وقال إن توحيد الأسماء الجغرافية في الدول العربية خطوة أساسية أولى لفهم وضع العالم العربي ورسم سياسة التطوير لبلدانه ووضع خريطة موحدة بجميع مصطلحاتها، وطرق تنظيمها وأبعادها، وأطلس جغرافي رقمي موحد للدول العربية.
واعلن فدعوس عن عزم الاتحاد تشكيل لجنة من الخبراء العرب تقوم بمهمة بوضع اطلس عربي، مشيرا الى ان الخطوات الاولية اتخذت في سبيل تحقيق ذلك.
وقال مدير عام المركز الجغرافي الملكي رئيس الشعبة العربية لخبراء العرب في الاسماء الجغرافية العميد الدكتور عوني الخصاونة، "ان الشعبة العربية تهدف الى تطبيق برنامج عربي موحد لإنجاح عملية توحيد الاسماء الجغرافية على الصعيد العربي والاقليمي والدولي، والمحافظة عليها كإرث ثقافي مشترك لشعوبنا وبلداننا العربية".
وبين اهمية وضرورة انشاء هيئات ولجان وطنية للأسماء الجغرافية، واصدار معاجم واطالس وخرائط تكتب فيها الاسماء بطريقة موحدة، مؤكدا حرص المركز واللجنة الوطنية للأسماء الجغرافية على دعوة علماء وباحثين في مجال مصادر الاسماء وتاريخها ومعانيها، واخرين مختصين باللغة العربية والصوتيات والعلوم الجغرافية، لأهمية وجود اسماء موحدة الكتابة العربية وما يقابلها في ابجدية الرومنة، ووجود اسس وقواعد معتمدة لهذا الامر".
واشار الى ان المشاركين في المؤتمر الذي يستمر ثلاثةَ أيامٍ سيتطرقون الى مناقشة العديد من القضايا ذات الصلة بالأسماء الجغرافية ضمن المحاور التي تتمثل في عرض انشطة لجان الشعبة العربية والتدريب، والتطبيقيات الحديثة في إعداد ونشر الاسماء الجغرافية، ونظام الرومنة في الدول العربية، وتنظيم الشعبة العربية، وخريطة السماء واسماء النجوم، وقواعد البيانات والمعاجم الجغرافية، والاسماء الجغرافية في الموروث الثقافي والحضاري والتاريخي والاجتماعي، والتوعية والتثقيف فيها.
ويهدف المؤتمر وفق الخصاونة، إلى وضع الأصول اللازمة لمعادلة الشهادات الصادرة في دول الأعضاء في الاتحاد العربي للمساحة وإنشاء قاعدة بياناتٍ شاملة لدول الاتحاد في مجال نظم المعلومات الجغرافية، والتنسيق فيما بينها في المحافل الدولية والمنظمات كافة وعلى رأسها الفيدرالية الدولية للمساحة.
وشدد على المحافظة على الأسماء العربية الأصيلة في فلسطين والتي طالها التهويد، والحاجة إلى إنشاء هيئاتٍ أو لجانٍ وطنيةٍ للأسماء الجغرافية وإصدار معاجمَ وأطالسَ وخرائطَ تُكتبُ فيها الأسماءُ بطريقةٍ موحدة.
وقال الدكتور مشهور الوريدات، مندوبا عن رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك حميد النعيمي "ان العمل مستمر على إعادة تهيئة التلسكوب الراديوي في منطقة البقعة ليكون أول تلسكوب في هذا المجال في المنطقة العربية يتصل بشبكة التلسكوبات الراديوية العالمية".
وعرض لأهداف الاتحاد في رفع شأن العلوم الفلكية والنهوض بمستواها لتقوم بدورها التنموي والتقدم وتطوير المجتمع العربي علميا وتقنيا.
وقال مندوب الامين العام لجامعة الدول العربية مارون خريش إن القيمة المضافة لوضع الأطر المنظمة لتوحيد الأسماء الجغرافية تصب بمصلحة تحصين مكانتنا كأمة عربية وسط ما تعج به الساحة الدولية من مجموعات عرقية وإثنية تسعى جاهدة لإثبات مكانتها.
واكد دعم جامعة الدول العربية للشعبة العربية كاملا وشاملا في حدود الإمكانيات المتاحة، لافتا الى ان العمل العربي المشترك الناجح بحاجة إلى تضافر الجهود، وتوفر الإرادة القومية المخلصة، وآليات العمل المنظم والمتكامل.
ويناقش المؤتمر سبل تفعيل العمل المشترك في تنميط الأسماء الجغرافية العربية والمحافظة عليها كإرث ثقافي يمنع تغيرها واندثارها، وتبادل الخبرات والمعلومات فيها، وبناء معجم عربي موحد وإقرار التوصيات المتعلقة بجمع وتنميط الأسماء الجغرافية والمحافظة عليها على صعيد الجامعة العربية.
وكان الخصاونة أعلن في افتتاح المؤتمر تسمية قاعة كبرى بالمركز باسم مؤسسة المرحوم المهندس رأفت دليوان المجالي، وقرأ الحضور الفاتحة على روحه.
(بترا)