علماء يشخصون ارهاب عصابة داعش

المدينة نيوز - اكد أمين عام المؤتمر الاسلامي الأوروبي ورئيس الفدرالية العامة لمسلمي فرنسا الدكتور محمد البيشاري، ان الأمة العربية أصبحت الضحية الأولى للإرهاب والتطرف "الذي هو في مفهوم الدين الذهاب الى الحد الأقصى في الغلو، الخارج عن النص والفهم الرشيد الذي يؤدي الى البدع والتطبيق الخاطئ ويقود الى أفعال متطرفة".
وشدد البيشاري خلال برنامج "عين على القدس" الذي يقدمه الدكتور وائل عربيات وبثه التلفزيون الأردني ، على ضرورة العلم بالشريعة واللغة والفقه، فقه الواقع وفقه المآلات، أي النظر في مآلات الأفعال لكي تتفق مع مقاصد الشريعة، لأن كل الطوائف الدينية تعاني من فهم القصور في النص، بحيث يختلف فهم الخطاب بين التكليف والوضع، واذا أسقطت الجاهلية على المجتمع، تكون الأفكار المتطرفة التي تدعو الى العنف وتختطف التاريخ وسماحة الدين.
وأضاف ، إن فرنسا بعد حربها ضد المتطرفين في مالي "ومشاركتها في التحالف الدولي ضد عصابة داعش الارهابية أصبحت مستهدفة من المتطرفين"، مشيرا الى أن الجالية المسلمة في فرنسا "تشعر بانجراف الآلاف من شبابها تجاه التطرف نتيجة التغرير الإعلامي بهم ".
وأوضح "ان الخطاب الإسلامي لم يستطع استيعاب طموحات الشباب الأوروبي المسلم نتيجة نقص المعالجات الفكرية الصائبة"، مشيرا الى "أن الارهاب الصهيوني هو ذروة التطرف، وهناك تقاطع بين الحلم الصهيوني والحلم الداعشي بإقامة دولة خالصة متطرفة، فكلاهما يعتمد على القتل والإقصاء ورفض الآخر".
وبين أن الممارسات الداعشية تلتقي مع الممارسات الصهيونية في الأساليب والأهداف، والظلم التاريخي الذي وقع على الشعب الفلسطيني، وكانت إضافة الى ازدواجية المعايير الدولية في التعامل مع القضية الفلسطينية خاصة والقضايا العربية عامة، من الدوافع المحفزة لبعض الشباب الأوروبي للالتحاق بداعش رغم أنهم يعيشون في أجواء حرية وبيئة ديمقراطية، فهؤلاء الشباب لديهم نية دينية صادقة، وصدق مشاعر تجاه القضايا العربية استغلها الاعلام الداعشي لدغدغة مشاعرهم واستقطابهم عن طريق الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
وقال البيشاري ان جماعات يهودية في فرنسا وأوروبا استغلت الهجوم على الصحيفة الساخرة (تشارلي) ووظفتها جيدا "بادعاء أن المسلمين يريدون أسلمة أوروبا وتخريبها، وهذا زاد من المخزون الشعبي لدى الأحزاب اليمينية الأوروبية"، مشيرا الى أن هذه الحادثة جاءت بعد تضامن البرلمانات الأوروبية مع القضية الفلسطينية واعترافها بالدولة الفلسطينية، ما يؤشر الى الشراكة بين المنفذين وجهات يهودية تريد أن تقطع الطريق على التعاطف الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية.
وأكد أن هذه العملية ومثيلاتها مدبرة لإجهاض المساعي الأوروبية باتجاه ايجاد حل للقضية الفلسطينية، وهذا يؤكد على المشروع الصهيوني في المنطقة وتلاقيه مع عصابات الارهاب والتطرف، مستدلا بفتاوى بعض العلماء الذي يحرمون المباح، وخاصة تحريم شد الرحال الى الأقصى والذي لو يحصل لكان له التأثير العظيم في دعم اقتصاد القدس وصمود المقدسيين وإفشال الكثير من المخططات الصهيونية.
من جانبه قال الدكتور عامر الحافي أستاذ الأديان في جامعة آل البيت، ان هناك مشكلة في فهم النصوص الدينية في مختلف الأديان السماوية والوضعية، لأن بعض النصوص الدينية أقرب الى المفتوحة، وهناك نصوص حمالة أوجه.
وأشار الى أن الصهيونية استغلت الدين اليهودي، فأغلب منتسبي الحركات اليهودية في اسرائيل هم من التائبين الجدد الذين كانوا شبابا تائهين او اتجاهاتهم يسارية، فيكون غلوهم وتطرفهم أكثر تشددا، والسمات مشتركة بين الفكر المغالي في الأديان برفض حقوق الانسان والاعتراف بالآخر، لافتا الى أن الصهيونية نجحت في اختطاف اليهودية، وهي أساس اختطاف الأديان والدفع باتجاه التطرف، وحركات التطرف الاسلامية هي ارتدادات للتطرف الصهيوني.
وأشار الحافي الى أن التلمود كتب على فترة تاريخية طويلة امتزجت فيه كل التجارب الانسانية وأخطائها، واليهودية تأثرت بالتموج التاريخي لليهود الذي أدى الى الشعور بالاضطهاد ونتج عنه كره الآخر ورفضه والغاؤه، وهم يتكلمون عن حرب نهاية العالم التي اقتربت بحكم النصوص التوراتية ولا ينظرون الى السلام، ويتم توظيف هذا التطرف لخدمة الصهيونية العالمية رغم أن اليهود ليس كلهم متدينا.
من جانبه قال مستشار الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس الدكتور أحمد الوريضي، ان التطرف واحد سواء قامت به حركات او دول، ومن يوفر الرعاية لبيئة التطرف ضد الانسانية يلتقي مع أهداف مناقضة لسماحة الدين، والأفعال التي تجري باسم الدين هي أبعد ما يمكن عن تعاليمه.
وأشار الى أن العالم يمارس معايير مزدوجة تجاه بؤر الارهاب وحواضنه، فيغض الطرف عن الارهاب الصهيوني ويشكل تحالفات لضرب أماكن التطرف الأخرى، مشيرا الى الارهاب الدموي الصهيوني في ضرب قطاع غزة الذي قتل الآلاف ودمر البيوت وشرد ساكنيها، مطالبا العالم الذي يحارب عصابات داعش الارهابية ويرفض نهجها الإرهابي أن يحارب أيضا الارهاب الصهيوني المتواصل بحق الشعب الفلسطيني.
وأضاف، ان إسرائيل تعتقد انها تمتلك الضوء الأخضر لتنفيذ مخططاتها نتيجة انشغال العرب بأوضاعهم الداخلية، خاصة استفرادها بالقدس ومحاولة التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، مؤكدا الحاجة الى العمل المكثف على المستوى الديني والاعلامي والثقافي للتنبيه الى خطورة الانشغال بما يحدث في المنطقة وانتهاز اسرائيل لهذا من أجل استكمال مخططها في فلسطين والقدس.بترا