مختصون : الجامعات الأردنية تعاني من هبوط في مستواها الأكاديمي

المدينة نيوز - اكدت ندوة متخصصة نظمتها الجمعية الاردنية للبحث العلمي مساء الخميس  بعنوان "الامن الانساني للاكاديميين في الاردن" بان أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الأردنيّة لا يشعرون بالامن الانساني في كثير من جوانب حياتهم ما ينعكس سلبا على مدى مشاركتهم بفاعلية في عملية التنمية.

وعرض رئيس المركز الاقليمي للامن الانساني سابقا الدكتور مصلح النجار خلال الندوة التي ادارها رئيس الجمعية الدكتور انور البطيخي لدراسة بحثية اجراها هو وزميلاه الدكتوران نعمان شحادة وماجدة عمر من الجامعة الأردنيّة، وموّلها صندوق دعم البحث العلمي في وزارة التعليم العالي حول واقع تمتّع اعضاء هيئة التدريس بالجامعات الاردنية بالأمن الإنسانيّ في جوانب حياتهم المتعدّدة، وبعد تحليل إفاداتهم من خلال استبانات أعدّت خصيصا لهذه الغاية؛ اتّضح أنّ أعضاء الهئيات التدريسية في الجامعات الأردنيّة لا يشعرون بالأمن الإنساني في كثير من جوانب حياتهم.

ودعا النجار الى اهمية العمل على جعل إجراءات الترقيات الأكاديميّة أكثر شفافية مما هي عليه الآن، وإنفاذ قانون يخص الترقيات الأكاديمية، بعيدا عن الشخصنة، بما يضمن المساواة بين الزملاء، ويرسي شرعة العدالة بين الأجيال، من دون إفساح المجال لمسؤول أكاديميّ لفرض تحديدات، واجتراح استثناءات، تفضي إلى ترقية من لا يستحق، وحجب الترقية عمن يستحق، وفاقا لاعتبارات غير أكاديمية.

واشار الى ان نسبة أعضاء هيئة التدريس الذين لا يعتقدون أن إجراءات الترقية تسير بطريقة صحيحة بحسب الدراسة التي اجريت نسبة عالية ولها دلالة إحصائية على مستوى معنوية يقل عن 0.05 . وإنّ العمل على ذلك سيترك أثرا إيجابيا في أعضاء هيئة التدريس، وسيدفعهم لبذل جهود أكبر للحصول على الترقية العلمية.

واكد اهمية اعتماد آليّة جديدة لتعيين الإدارات الجامعيّة بطريقة أكثر إقناعا للجسم الأكاديميّ، مما يدفع الأكاديميين للثقة بتلك الإدارات والإخلاص لها. وربّما يكون مسار ذلك من خلال انتخاب الإدارات الأكاديمية داخل الجامعات، بحيث تفزر كل وحدة أكاديمية قيادتها، لمدة محددة، وفق برنامج أكاديمي وإداري، تحاسب عليه الإدارة، ويجدد لها، أو لا يجدد لها، وفق أسس أكاديمية ديمقراطية مشيرا الى ان نسبة 53% من أعضاء هيئة التدريس يرون أن تعيين الإدارات الجامعية لا يسير بطريقة صحيحة.

واقترح تشكيل نقابة لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات؛ مبينا ان ّ نسبة 60% من أعضاء هيئة التدريس يطالبون بتشكيل نقابة لهم، أسوة بالمهن الأخرى، بهدف زيادة شعور أعضاء هيئة التدريس بالأمن الوظيفي، وحرصا على جملة المكاسب والمنافع التي تقوم بها النقابات المهنيّة، مما ينعكس على مستوى حياة الأكاديميين ورفاههم.

واكد اهمية الحدّ من فعْل العوامل الشخصيّة وعناصر الاستبداد الإداريّ في مجمل إجراءات الثواب والعقاب التي يتعرّض لها الأكاديميّون، وهي أمور تشكّل في مجملها أسبابا أساسية لهجرة الأكاديميين، بسبب عدم شعورهم بالأمن القانونيّ، وقد يتمّ ذلك من خلال تشكيل لجنة فوق جامعية مستقلّة لتتبع سيادة القانون، من حيث التجوّزات أو التعديات أو التغولات، بحيث تكون مهمتها تتبع تنفيذ اللوائح والقوانين والأنظمة والتعليمات على الجميع، ومن أجل الجميع. وقد يساعد في ذلك تفعيل المجالس في الجامعة، وبخاصة المجالس الحاكمة، وإعطاؤها متسعا من ممارسة صلاحياتها، بما يضمن رُشْد الحاكمية للإدارات الجامعية.

كما دعا الى اهمية العمل على تحسين رواتب أعضاء هيئة التدريس، والحؤول دون اضطرارهم لتحمّل أعباء تدريسية إضافيّة لغايات مالية، وذلك حرصا على زيادة فرص تطبيق نظام الجودة الشاملة في الجامعات، ومنعا لهجرة الأكاديميين، فإنّ نسبة 77% من الأكاديميين يرون أن العامل المالي يشكل سببا رئيسيا لهجرة الأكاديميين.

وشدد على اهمية تكريس البحث الأكاديميّ بوصفه دورا أساسيّا من الأدوار التي يقوم بها الأكاديميّون، والعمل على تفعيل دور البحث العلمي في المجتمع والصناعة والاقتصاد والتنمية، بحيث لا يقتصر القيام بالبحث العلميّ على غايات الترقيات الأكاديمية. فإنّ نسبة 72% من الأكاديميين يرون أن السبب الرئيس الذي يدفع لإجراء البحوث هو الترقيات الأكاديمية اضافة الى -تصميم برامج واستراتيجيات منظّمة لتطوير الأكاديميين بشكل مناسب، لتتمكن الجامعات الأردنية من تحقيق ضمان الجودة.

ودعا الى تطوير سياسات حكيمة لقبول الطلبة وابتعاثهم، وإتاحة فرص أكبر للطلبة المتفوقين للالتحاق بالجامعات، لتكوين أرضية راسخة للارتقاء بمستوى الجامعات الأردنية، ومستوى مخرجاتها. فإن 62% من الأكاديميين يرون أن الجامعات الأردنية تعاني من هبوط واضح في مستواها الأكاديمي، ويرى 55% أنّ خريجي جامعاتنا لا يلبّون حاجة المجتمع، ولا يتمتّعون بالمهارات المهمة للطلبة كاالتفكير الناقد والتفكير الإبداعي ومهارات الاتصال الفعال، مما يشكّل عاملا محبطا لأعضاء هيئة التدريس.

وتضمنت الندوة التي انعقدت بمشاركة عدد من المختصين والباحثين والاكاديميين العديد من المداخلات التي اجمعت في مجملها على اهمية تحسين وضع الاكاديميين ورفع سويتهم.