ما وراء التباطؤ الاقتصادي

تم نشره الثلاثاء 21st نيسان / أبريل 2015 02:41 صباحاً
ما وراء التباطؤ الاقتصادي
د. فهد الفانك

يعاني الاقتصاد الأردني منذ سبع سنوات من حالة تباطؤ حتى لا نقول ركوداً. وقد ترافق بدء هذا التباطؤ مع انفجار الازمة المالية والاقتصادية العالمية، ولذا استخدمت تلك الازمة كذريعة لتبرير حالة التباطؤ المحلي، مع أن تأثير الازمة العالمية على الأردن كان محدوداً للغاية، وفي بعض جوانبه إيجابي كما في حالة انخفاض أسعار البترول والقمح.
لو كانت الازمة العالمية هي سبب التباطؤ الاقتصادي في الأردن لكان هذا الاقتصاد قد استرد عافيته وعاد إلى معدلات النمو العالية التي اعتاد عليها، لكن هذا لم يحدث، فجاء مبرر آخر هو الربيع العربي الذي عمم حالة الفوضى وعدم اليقين في المنطقة بأسرها. ومع أن الأردن تجاوز الربيع العربي بأقل قدر من الخسائر، إلا أنه كان وما زال شديد التأثر بما يحدث في المنطقة، لأن اقتصاده مرتبط بالاقتصاديات العربية، وخاصة الدول المجاورة ودول الخليج العربي.
عدة عوامل ما زالت تؤثر سلباً على الاقتصاد الأردني في مقدمتها حركة اللجوء السوري الكثيف، الذي يفوق طاقة الاقتصاد الأردني على الاستيعاب والتحمل، وكان المأمول أن يتلقى الأردن دعمأً عربياً ودولياً سخياً لتغطية تكاليف هذا اللجوء، ولكن الدعم وصل بالقطارة، وبكميات غير كافية لسد الفجوة.
من جهة أخرى فإن الحركات الإرهابية في سوريا والعراق لم تؤد ِ إلى إغلاق أسواق العراق وسوريا فقط بل أسواق لبنان وتركيا أيضاً، مما أثر على قطاع التصدير وخاصة المواد الزراعية والصناعية، كما أن حالة فقدان الامن في المنطقة أدت إلى شل حركة السياحة الواردة، حيث ينظر العالم الخارجي إلى الشرق الأوسط كمنطقة واحدة ويحكم عليها بغياب الامن.
معظم إن لم يكن جميع العوامل السلبية التي أشرنا إليها أعلاه ليست تحت السيطرة، وعلينا قبولها والتعايش معها شئنا أم أبينا بانتظار هدوء العاصفة. أما الإجراءات المحلية لتلطيف المناخ العام فلا يجوز التعامل معها وكأننا بإزاء مرحلة ركود اقتصادي عابرة تشكل جزءاً من الدورة الاقتصادية وستكون متبوعة حتماً بالانتعاش ثم الانطلاق. ما نحن فيه ليس جزءاً من دورة يعرفها النظام الرأسمالي، بل نتيجة لأوضاع هيكلية إقليمية ستتغير حتماً، ولكن ليس بالسرعة التي نرغبها.

(الرأي 2015-04-21)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات