سبعون سنبلة في أرض الأردن ولأهله

تم نشره السبت 25 نيسان / أبريل 2015 01:55 صباحاً
سبعون سنبلة في أرض الأردن ولأهله
د.ديمة طارق طهبوب

جعل الله من الإحسان على اختلاف أشكاله مدخلا واسعا للعقول والقلوب وجعل من العطاء قربى للنفوس قد يحول الصعلوك الى سيد نبيل والبعيد الى قريب والعدو الى صديق والنافر الى رحاب المناصرين، بل لقد خص الدين المخالفين بمزيد من البذل تألفا لقلوبهم وتجميعا لهم عند حياض الدين.
وليس كل المجتمع قد بلغ حالة واحدة من التجرد والاكتفاء الذي يمنح المرء الاستقلالية وحرية القرار والتصرف بل ان وطأة الفقر وما قد يلازمه من جهالة جعلت الناس لا ترى فرقا بين أن يحكمها اخوان الشياطين او الاخوان المسلمون، ولو جاء أبو جهل بكساء وغذاء ودواء لفضلوه على عمر العادل الفاروق لو كان لا يملك ما يسد به جوعتهم ويكسو به عورتهم ويؤوي به ضيعتهم، ولا يهمهم ايضا ان يأتموا بدهاقنة الفرس او الروم ما دام العيش متوفرا!
فهل نلوم المجتمع الذي لا يستطيع ان يرقى بكليته الى حالة الايمان بالمثاليات والبركة اللامادية والرزق المتعدد الاوجه وهو لا يملك دليلا ماديا محسوسا مطردا في حياته ان الدين وليس غيره هو الكفالة والضمانة الوحيدة لحياة أفضل؟! أم نخاطبه على قدر فهمه وننزل الدين منزله في التطبيق في كل جوانب الحياة فيرى المواطن الدين مشاريع تزيد في دخله المحدود، مدرسة ومعلمين متفانين في تعليم ابنائه، أطباء لا يمرضونه فوق مرضه بكشفية تزيد في الارتفاع كل عام، تاجر يتصيد مواسم الحاجة ليخفف عن الناس ويخفض الأسعار، هذه الاعمال البسيطة لها اكبر من أثر.. كل المحاضرات والدروس والخطب والكتب، هذه هي الدعاية والدعوة الحقيقية للدين ورسالة الاسلام ورب عمل رجل في الف رجل خير من قول الف رجل لرجل.
ان المجتمع بعد ان يستكمل الكفايات والاساسيات سيرتقي الى المكملات والكماليات من العمل والانجاز ورفع الانتاجية وبذل الواجبات والمطالبة بالحقوق، أما قبل ذلك فنعود الى أخلاق الاعرابي الذي جاء وشد الرسول صل الله عليه وسلم من عباءته حتى أثر في رقبته ونهره بجهالة قائلا (أعطيني فإنك لا تعطيني من مال امك ولا أبيك) فصاحب الحاجة أرعن قد يهون عليه الصعب واقتراف الكبيرة ومن لا يجد حلالا يحييه سيلجأ الى الميتة لتكفيه!
ما احوجنا الى استذكار هذه المبادئ وأحد أهم مكونات الحركة الاسلامية، الاخوان المسلمون، يحتلفون بالذكرى السبعين لتأسيس الجماعة التي ولدت مع ولادة الدولة الاردنية ورافقت وساهمت في النجاحات والانجازات المجتمعية وهذا أمر لا ينكره أي منصف.
نحتاج لاستذكار المبادئ التأسيسية في وصف الجماعة وطبيعتها ورسالتها حيث قال عنها مؤسسها البنا هي «دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية وهيئة سياسية وجماعة رياضية وشركة اقتصادية وهيئة اجتماعية»، وهذه كلها يجب ان تظهر واقعا نهضويا تحسينيا في حياة الناس فما أعظم ان يرافق الاحتفال او يسبقه او يلحقه سبعون عملا خيريا في مختلف المجالات في خدمة المجتمع من صحة وتعليم واقتصاد واغاثة كسبعين يوما طبيا، او سبعين منزلا مرمما، او سبعين درس تقوية في احدى القرى النائية او سبعين نشاطا رياضيا وغيرها يقوم بها أبناء الجماعة تطوعا وبذا تكون الجماعة حققت رسالتها الابقى والاهم في المجتمع بل تعالت على المناكفات السياسية ومن ارادوا ان يحصروها في الفعل وردة الفعل وخرجت من قمقم التضييق الى رحاب الانفتاح ونزلت الى واقع الناس لتجلّي لهم بحسن الافعال ما قد يكون اعتور صورة الجماعة بفعل التضليل والاقوال.
لقد كان مجتمعنا يحتفل بالعريس سبعة ايام بلياليها والانجاز والعمل يليق بالأردن أكثر من سبعة واكثر من سبعين ليقطف أهله ثمار الاحتفال والفرح بجماعة وضعت نفسها دائما في خدمتهم.
بالفعل نغرس الفكرة ونجذر الوجود ونحمد الله ان تكرم بسبعين طيبة ستنبت بإذن الله سبعينات أخرى فذاك وعد الله بالمكث والبقاء لكل ما ومن ينفع الناس.

(السبيل 2015-04-25)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات