قانون الإنتخاب : توضيح لا بد منه

تم نشره الأحد 13 أيلول / سبتمبر 2015 01:04 صباحاً
قانون الإنتخاب : توضيح لا بد منه
د. فطين البداد

من المتوقع أن نشهد خلال يوم أو يومين صدور الإرادة الملكية بالموافقة على قانون الأحزاب ، وهو أحد القوانين الناظمة للعمل السياسي في الأردن ، وبعد أن انتهت الحكومة من وضع مسودة مشروع قانون الإنتخاب تكون حلقة قوانين الإصلاح قد شارفت على خط النهاية ، في ما يتعلق بالقوانين التي هي من أهم قوانين الإصلاح على الإطلاق وهي : الأحزاب ، البلديات ، اللامركزية ، ليتفرغ البرلمان ، في دورته العادية القادمة لمناقشة مشروع قانون الإنتخاب الذي هو أهم قانون بلا منازع وبدون جدال .

ولا أخفيكم أن ما قيل عن مشروع القانون منذ المؤتمر الصحفي لرئيس الحكومة في المركز الثقافي الملكي لغاية كتابة هذه السطور ، دفعني للكتابة عنه ثانية ( أتحدث هنا كإعلامي وكناشر ) على اعتبار أنه محور أحاديث المجالس والصالونات واالعشائر وغيرها .

قلت في مقالة الأحد الماضي : " إذا كان القانون المعمول به للآن ، معتمدا على الصوت الواحد ، وهو الذي أفرز مجلس النواب الحالي الذي سينظر مشروع هذا القانون ، فإن مشروع القانون الجديد اعتمد القائمة وفي نفس الوقت لم يمنح الناخب حرية الحركة بين قوائم يريدها أو أسماء يرغبها ، مما فسره البعض بأنه عودة للصوت الواحد ، والذي أغضب الأحزاب ، كما أعتقد هو أن مشروع هذا القانون لن يسمح لها بالوصول إلى البرلمان " .

وقلت : " وأيضا ، فإننا لم نر بعد كيفية احتساب الأصوات عبر نظام القوائم ، أو كيف ستقسم الدوائر ، وهو ما سيتضمنه النظام المرتقب " .

ولكي أوضح هذه النقاط التي اتصل بي أصدقاء ومهتمون كثر بشأنها ، فإنني لا بد لي من القول : بأن مراجعة حصيفة متأنية للمشروع ، تكشف بأن هناك إيجابيات لا يجوز إغفالها ، ولا أتفق أبدا مع من يقول بأن الصوت الواحد بمعناه المعروف موجود في المشروع ، ذلك أن الإنتخاب بعدد مقاعد الدائرة محسوم بلا جدال ، ناهيك عن اعتماد التمثيل النسبي ( أقصد في الدوائر ) وكذلك الامر اعتمد التقسيم الإداري وفق الدوائر ، والأهم أن مشروع القانون منح كل ناخب حرية الحركة ضمن مقاعد الدائرة ، فكيف يقال بأن الصوت الواحد موجود في القانون بمعناه ومبناه ، إلا إن كنا نريد المضي بعكس السير ، وكنت أتمنى أن يطرح أحد من الأصدقاء أو القراء الذين علقوا قضية النظام الإنتخابي ، لأنه هو مربط الفرس ، وقد اشرت إليه في مقالتي المذكورة ، دون أن أتطرق لقانونيته أو دستوريته .

وفي الحقيقة ، فإنه لا بد من القول أن هناك شبهة دستورية في النظام الإنتخابي المرتقب ، هل يصدر كنظام ، أم أنه قانون يقره مجلس الأمة ، وهي قضية تفتي فيها المحكمة الدستورية وليس سواها ، وهذا الأمر يستحق الوقوف عنده ، وطرحه من رافضي مشروع القانون وجيه ولا غبار عليه ، فالمادة الثامنة من مشروع القانون تقول إن النظام الإنتخابي هو الذي سينظم الدوائر ، وهو ما اعتبره البعض مخالفة دستورية للمادة 67 من الدستور التي تتحدث عن أن تنظيم الدوائر يتم بطريقة تضمن  " سلامة العملية الانتخابية في مراحلها كافة  " وهذا الامر يتطلب سلامة توزيع المقاعد وتقسيم الدوائر .

وأعتقد ايضا ، وبدون لف ولا دوران ، أن مشروع القانون تعمد تقسيم المحافظات الكبرى إلى دوائر صغيرة ، وهو ما قرأه البعض على أنه بعثرة للأصوات ، وا‘ود أن أذكر هنا بأن ظروف بلدنا تستوجب أن نكون حذرين ، وأن نراعي مسائل لا يمكن شطبها بين ليلة وضحاها ، حيث إن المهم ، أن لدينا الآن مشروع قانون انتخاب متقدم ، أما البحث عن أن يكون في " المقدمة " فأعتقد أن الامر " بكير عليه " ، والقانون بمجمله ممتاز وراعى كل شيء ، وفي نفس الوقت ، مضى إلى الأمام ، وهذا ما كنا ندعو إليه ونسعى لتحقيقه .

أرجو أن أكون بذلك قد أوضحت لقرائي الأعزاء ما التبس عليهم في مقالة الأسبوع الفائت وتحياتي للجميع بلا استثناء .

د. فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv 

للعودة لمقالة الأسبوع الفائت على هذا الرابط:

عن مشروع قانون الإنتخاب الجديد



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات