سرطان القولون الأكثر انتشاراً بعد الثدي في الأردن

المدينة نيوز - : كشف مدير السجل الوطني الأردني للسرطان الدكتور عمر النمري ان اعداد سرطانات القولون المسجلة للعام ٢٠١٢، التي تعلن لأول مرة، تتراوح ما بين (٥٥٠-٥٧٠) حالة.

وقال ان ارقام البيانات لإعداد حالات السرطان للعام 2012 غير جاهزة بعد بصوره نهائية الا ان اعداد سرطانات القولون المسجلة لتلك الفترة بصورة أولية تتراوح ما بين (550-570 ) بما يقارب ارقام اعوام 2009-2011 وهي على التوالي: (554) ما نسبته (11.5%) و558 ما نسبته (11.5%) و511 حالة ما نسبته (10.9%)، اي ان نسبة سرطان القولون والمستقيم تقريبا تشكل (10-12%) من مجموع السرطانات في الأردن -  بحسب صحيفة الرأي  - .

وأعتبر ان سرطان القولون في الأردن يشكل المرتبة الثانية بعد سرطان الثدي ويعد الأول لدى الذكور ولعدة سنوات سابقة.

وفي هذا الاطار أكد مدير مركز الحسين للسرطان الدكتور عاصم منصور «ان مؤسسة الحسين للسرطان انهت دراسة اطلاق برنامج لسرطان القولون على غرار فكرة برنامج سرطان الثدي «، والتي سيتم رفعها الى للجنة العليا لمكافحة السرطان في المركز خلال الشهر المقبل ومن ثم رفعها لوزير الصحة كي يتم تبنيها من قبل الحكومة كون الموضوع يتطلب الانتشار بشكل جغرافي في كامل المملكة ويعد مكلفاً جدا.

ويعتبر هذا النوع من السرطان، بحسب مؤسسة الحسين للسرطان، أكثر شيوعاً بين الأشخاص في منتصف العمر (...) ورغم أنه سرطان يمكن الوقاية منه، إلا أنه غالباً ما يتسبب بالوفاة لأن الأشخاص يشعرون بالحرج الشديد عند الفحص.

وينشأ سرطان القولون، أو سرطان القولون والمستقيم، في الأمعاء الغليظة المعروفة أيضا بالقولون أو المستقيم (الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة).

وبحسب الارقام الأولية لسجل السرطان ووزارة الصحة فانه تم تسجيل ( 4994) حالة سرطان جديدة بين الجنسين في المملكة بين الاردنيين لكافة انواع السرطانات منها ( 2332) للذكور و(2661) للاناث بحسب اخر تقرير للسرطان صادر عن وزارة الصحة والسجل الوطني للسرطان للعام 2012 حيث تصدر الارقام الجديدة كل سنتين الى ثلاث سنوات.

وبحسب منشورات مركز الحسين للسرطان فانه لم يتم التعرف بعد على الأسباب المحددة لسرطان القولون، إلا أن هناك عدة عوامل قد تزيد من فرصة الإصابة به، وهي النظام الغذائي الغني باللحوم الحمراء واللحوم المصنعة ووجود اللحميات على الجدار الداخلي للأمعاء الغليظة عادة في الأشخاص فوق سن 50 عاما.

ومع مرور الوقت، إذا لم تتم إزالة هذه اللحميات فإنها قد تصبح سرطانية وتنتشر لمناطق أخرى في الجسم.وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، الى جانب وجود تاريخ شخصي للإصابة بالسرطان، منوهة إن وجود واحد أو أكثر من هذه العوامل لا يعني بالضرورة إصابة الشخص بسرطان القولون.

وحول مدى احتمالية ازدياد إعداد مرضى السرطان بشكل عام في المستقبل اكد منصور ان الاعداد مرشحة للزيادة بسبب الزيادة الطبيعية لاعداد السكان ولارتفاع معدل العمر، حيث ان مرض السرطان هو مرض كبار السن حيث سيصل معدل متوسط الاعمار سنة 2030 (78 سنة) وهو حاليا 73 سنة فمرض تقدم العمر هو السرطان حيث ان 50% من السرطانات تحدث بعد سن 60 سنة.

اضافة الى ما طرأ على حياتنا من اساليب حياة جديدة كقلة الحركة والتدخين وزيادة الوزن وجميع هذه الاسباب مجتمعة ستزيد من اعداد ونسب الاصابة بالسرطان مستقبلا.

وتنفق المملكة نحو 10% من الناتج المحلي على الصحة وحيث ان السبب الرئيسي للوفاة محليا يعد امراض القلب والسكري والضغط والسرطان مما يعني استنزاف موارد الدولة في حالة ازدياد الحالات.الا انه 30-40% من السرطانات يمكن تلافيها بالتوعية والوقاية ثم العلاج المناسب واخيرا الرعاية التلطيفية للحالات الحرجة.

ويبلغ متوسط كلفة العلاج للمريض الواحد 25 الف دينار.

يشار الى ان منظمة الصحة العالمية اطلقت العام الماضي هدف ستسعى لتحقيقه عام 2025 وهو تقليل الوفيات من السرطان بنسبة 25% في جميع الدول بما فيها الاردن.

وبحسب منشورات مركز الحسين للسرطان فانه قد لا يظهر سرطان القولون أي أعراض، وخاصة في مراحله الأولى الامر الذي يجعل الفحوصات تكون فعالة في إيجاد اللحميات والكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم فالكشف المبكر قد ينقذ الحياة، خاصة لمن هم فوق سن 50 عاماً.

وحول أهمية الكشف المبكر وإطلاق البرنامج الوطني لسرطان القولون قال النمري يُمكن الشكُّ في وجود سَرَطان القولون والمستقيم إذا أظهر فحص البراز بوجود دم. وهنالك فحصٌ روتينيٌ بسيط يُدعى «اختبار الدم الخفي» يُمكن أن يكشفَ وجودَ الدم في البِراز.

وبين انه اذا أظهر اختبارُ الدم الخفي وجود دم في البِراز، فإن هذا لا يعني بالضرورة أنَّ المريضَ مصابٌ بسَرَطان القولون والمستقيم. فهنالك أسبابٌ أخرى يُمكن أن تؤدي إلى وجود الدم في البِراز.

وإذا تبيَّن وجودُ دم في البِراز، فإنَّ إجراء فحوص أخرى من أجل التشخيص ويُوصِي عادةً بإجراء فحص باستخدام « التنظير للقولون والمستقيم « وخاصة للأشخاص الذين تجاوزوا الخمسين عاماً من العمر.

وأعتبر أن فحصي (الدم الخفي )وفحص( التنظير) هما الأنسب للكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم.

وهنالك عدة فحوصات اخري متقدمة منها أخذُ عيِّنة لكي تفحص باستخدام المجهر. وجود (بروتين/فحص مخبري) مادةٌ تدعى (CEA) يُمكن أن يشيرَ وجودُها إلى الإصابة بسَرَطان القولون والمستقيم ومن الممكن أيضاً استخدامُ التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب.

وعن أعراضُ سَرَطان القولون والمستقيم قال « منها الشعور العام بالتعب الشديد طوالَ الوقت ونقص في الوزن من غير أي سبب ظاهر ووجود غثيان أو تقيؤ والإمساك والإسهال والإحساس بأنَّ الأمعاء لا تُفرِغ البِراز على نحوٍ كامل وبصوره طبيعية كون شكل البِراز أضيق وأدق من المعتاد.

الى جانب: الإحساس بانتفاخ البطن وكثرة الإصابة بالتقلُّصات أو الآلام الناتجة عن الغازات(المغص)».

واشار الى أن الاعرض لا تعني بالضرورة أنَّ المريضَ مصابٌ بسَرَطان القولون والمستقيم، حيث هنالك أسبابٌ أخرى يُمكن أن تؤدي إلى وجود اعراض مشابه.