نكبة فلسطين .. الحرب الأولى لميلاد (إسرائيل)

تم نشره الأحد 15 أيّار / مايو 2016 10:41 مساءً
نكبة فلسطين .. الحرب الأولى لميلاد (إسرائيل)
غسان مصطفى الشامي

حرب نكبة فلسطين عام 1948م يطلق عليها الصهاينة ( حرب الاستقلال)، ويحتفل الصهاينة بهذه الذكرى الأليمة ويتراقصون فرحا وطربا في ذكرى إقامة الكيان العبري الاحتلالي، وتمثل هذه الذكرى ألما وجرحا لن يندمل بعد بالنسبة لنا كفلسطينيين وعرب؛ كيف لا إنه يوم ضياع أرض فلسطين هذه الدرة الثمينة، وهذا الفردوس المفقود، هذه الأرض الغالية التي فاوض اليهود عليها في أواخر القرن التاسع عشر عندما ذهب أحد مؤسسي الحركة الصهيونية- وصاحب كتاب الدولة اليهودية- " ثيودور هرتزل " للسلطان العثماني عبد الحميد الثاني وطلب (هرتزل) من السلطان أن يمنح اليهود وطنا قوميا في فلسطين مقابل أن يقوم اليهود بسداد الديون المتراكمة على الإمبراطورية العثمانية، وأجابهم السلطان عبد الحميد " إن فلسطين ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية، واذا مزقت دولة الخلافة يوماً فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن. أما وأنا حي، فإن عمل المبضع في بدني لأهون عليّ من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة العثمانية".

إن نكبة فلسطين هي الحرب الأولى الرسمية في كتب التاريخ والسياسة لميلاد الكيان العبري (إسرائيل) المسخ على أرضنا المباركة، وإن كان الصهاينة سبقوا هذا التاريخ عام 1948م في البناء والاعداد ليوم حرب فلسطين، حيث بدأت الهجرات اليهودية لأرضنا المباركة منذ أواخر القرن التاسع عشر، بل إن الحملة الفرنسية الاحتلالية على بلاد العرب والمسلمين كانت تدعو اليهود لاحتلال أرض فلسطين وإقامة وطن قوميا لهم، وعلى هذه الدعوات ساعدت الدول الغربية اليهود لاحتلال أرض فلسطين والسبب الرئيس للتخلص من مشاكل اليهود في أوروبا، خاصة أن اليهود عاثوا فسادا في أوروبا، وأصبح الأوربيون يكرهون الجنس اليهودي، وعلى استعداد لدعم أي حلول أو مقترحات لإبعاد اليهود عن أوروبا؛ وبدأت أنظار الصهيونية إلى أرض فلسطين عندما عقدوا المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل السويسرية في التاسع والعشرين من آب أغسطس عام 1897م، وبدأ الصهاينة يشتغلون على تحقيق " حلم إقامة الكيان العبري" وبدأوا يعدون الخطط والمكائد والدسائس لاحتلال أرض فلسطين، وتركزت جهودهم على التواصل الدائم مع البريطانيين الذين احتلوا أرض فلسطين، وعندها سهل البريطانيون لليهود احتلال أرض فلسطين، وذلك من خلال تسهيل الهجرات اليهودية ومن ثم التمكن الإداري عبر ما تسمى حكومة الانتداب البريطاني، ثم قام اليهود الصهاينة بإعداد الخطط والمخططات العسكرية لقتل الفلسطينيين وتهجيرهم وتدمير قراهم، واستمرت حرب نكبة فلسطين قرابة 6 أشهر إلى أن أعلن الكيان الصهيوني في أول ساعات يوم الخامس عشر من مايو1948م قيام الدولة العبرية (إسرائيل) على أرضنا الفلسطينية المباركة، وبعدها أجبر الصهاينة المجتمع الدولي على الاعتراف بــــ ( دولة إسرائيل) من خلال الدعم الكبير للولايات المتحدة الأمريكية لقيام الكيان العبري .

والتاريخ العالمي يسجل أن بريطانيا (العظمى) دعمت الحركة الصهيونية بكل قوة من أجل احتلال فلسطين وتنفيذ وعد بلفور المشؤوم الذي صدر في الثاني من نوفمبر عام 1917، كما دعم بريطانيا اليهود في كافة الإجراءات والأوامر العسكرية والمدنية من أجل تمكنيهم من السيطرة على أرض فلسطين وقدمت لهم كل المساعدات المادية والمعنوية، و كذلك كرست بريطانيا جهدها خلال احتلال أرض فلسطين ما يطلق عليها (فترة الانتداب) لتسهيل اقامة الوطن القومي اليهودي من خلال الاعتراف بالوكالة اليهودية والتعاون معها في كافة المجالات، و فتح ابواب الهجرة اليهودية الى فلسطين، والتسهيل لليهود امتلاك للأراضي بشتى الوسائل، والضغط على الفلاح الفلسطيني لبيع ارضه، و تهيئة الفرصة أمام العصابات اليهودية للتدريب على القتال والتزود بالسلاح اللازم؛ في المقابل كانت بريطانيا تتخذ إجراءات عنصرية منها الإعدام والسجن للفلسطينيين العرب سكان البلاد الأصليين والأكثرية وتحرمهم من كافة الحقوق والواجبات والوظائف الإدارية وشراء الأراضي والحريات بهدف التمكيين لليهود لاحتلال أرض فلسطين .

ويجب أن لا ننسى الدور الخبيث للولايات المتحدة الأمريكية فقد كان لها دور كبير في حرب نكبة فلسطين، وقدمت لليهود المساعدات العسكرية والمالية، بل وساعدت أمريكا على تأسيس العصابات الصهيونية مثل الهاغاناة والارغون والشتيرون والبلماخ وغيرها .

لقد أعد الصهاينة اليهود العدة من أجل قتل الآلاف من الفلسطينيين وتدمير قراهم واحلال المهاجرين اليهود في هذه القرى، ففي العاشر من مارس/ آذار عام 1948م اجتمع القادة والضباط العسكريون (الإسرائيليين) في ما يسمى البيت الأحمر في (تل أبيب) ، واتخذوا قرارات حرب النكبة، ووضعوا الخطط لقتل الفلسطينيين، وتهجيرهم عن أرضهم يستغرق تنفيذها 6 شهور، وقد تحقق النتائج بقتل الآلاف الآلاف من الفلسطينيين وتشريد وتهجير أكثر من 860 ألف فلسطيني وتدمير 531 قرية، و11 حي سكني، والعمل على إحلال المهاجرين الصهاينة.

إن الحديث يطول في تاريخ نكبة فلسطين ولا تكفيه مقالة أو عشرات المقالات بل لا تكفيه المجلدات وكتب التاريخ، وللنكبة شجون وشجون وآلام وهموم، ولكن لسان حال الفلسطيني في أرضه والمهجر عن وطنه واللاجئين لسانهم جميعا يقول هنا باقون .. عائدون عائدون ..

إلى الملتقى ،،



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات