المناهج الدراسية في الأردن : تطوير أم تطهير ؟

تم نشره الأحد 11 أيلول / سبتمبر 2016 12:23 صباحاً
المناهج الدراسية في الأردن : تطوير أم تطهير ؟
د. فطين البداد.. وفي الصورة محمد الذنيبات وفي الخلفية صورة عن المناهج الدراسية المعدلة وطفلتان

تثار هذه الأيام في الأردن عاصفة تسببت بها تغييرات طالت المناهج الدراسية في البلد ، وبطريقة مستفزة .

وإذا سلمنا بضرورة تغيير المناهج لأسباب على تماس بالتطوير والعصرنة ، فإن هذا لا يعني أن ننسف ثوابت مغروسة في عقائد الناس ظنا منا أننا أنجزنا المهمة بنجاح .

قلت في أكثر من مقال : إن محاربة التطرف هي وحدة كاملة من الإجراءات ،وإن الأمر لا يقتصرعلى المناهج التي هي جزء أصيل من عملية التطوير إلى الإسلام الحقيقي الذي حددت خطوطه الأمة الإسلامية في رسالة عمان .

رسالة عمان ، يا سادة ، لم تطلب منا أن نشطب آيات قرآنية ونستبدلها بدروس أخرى ، ولا طلبت من الحكومة أن تلغي " اللحية " عن وجه رجل في صورة بالصف الثالث ، واستبدالها برجل حليق ، ولا بخلع حجاب امرأة وإلباسها من فوق الركبة بشبرين .

إن أي تطوير على المناهج يجب أن يوضع بعد دراسات ونقاشات وجلسات حوار ومؤتمرات ، وليس بجرة قلم على طريقة سايكس وبيكو .

إن الذي فعله الفاعلون " المجهولون " ليس تطويرا في المناهج وإنما تطهير لها ، وإلا فإن أي ساذج بإمكانه التدليل بعد المقارنة ، بأن ما فعله هؤلاء ستكون نتائجه عكسية .

إن استبدال أحاديث نبوية عن آداب الطريق بدرس عن إشارات المرور ، وحذف درس عن سورة قرآنية واستبداله بموضوع عن السباحة ، وتثبيت أفكار سياسية بعينها في عقول النشء والتلاميذ ليس تطويرا أبدا .

القائمون على تغيير المناهج أغفلوا حقيقة ناصعة : وهي أن محاربة عقيدة الخوارج من أمثال داعش وأشكالها يكون بالحقائق وليس باختراع دين جديد ، بتثبيت قيم الإسلام السمحة وليس بشطب وتبديل كل ما له صلة بالإسلام العظيم .

إن أكبر عدد من المتطرفين العرب ممن التحقوا بداعش واعتنقوا فكر الخوارج الضال هم من التونسيين وإذا رجعنا بالذاكرة إلى أيام حكم زين العابدين بن علي ، فسنجد أن التوانسة في عهده كانوا يدخلون المساجد بواسطة البطاقة ، ووصل الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك .

خذوا ذلك عبرة .

ولحرصنا على أمن بلدنا وتنقيته من الأفكار الضالة والمتطرفة ، ومن استثارة الناس في دينهم ، يتحتم علينا أن ننشر مناهج من وحي رسالة الإسلام السمحة المعتدلة ، من وحي رسالة عمان التي رعاها وأطلقها جلالة الملك ، وليس من وحي سفراء أجانب يرسمون لابنائنا خطوط دينهم ، بعد أن سلبوا منهم بسياسات عواصمهم بهجة دنياهم .

د. فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات