برلمان أفضل

من المؤكد ان البرلمان الثامن عشر الذي انتخبه الاردنيون قبل ايام لن يكون بالفارق الخارق عن البرلمانات السابقة، الا انه – نسبيا- افضل من البرلمان السابع عشر السيئ الذكر.

لن نستبق التحليل في الحديث عن هذا البرلمان، لكن المؤكد ان الكتلة المنطوية تحت ارادة السلطة التنفيذية «الحكومة وباقي المؤسسات» ما زالت وازنة، وقادرة على تغطية هؤلاء وقراراتهم.

فالمجلس بتركيبته الحالية لن يحدث انقلابا مدويا يمكن التعويل عليه في التشريع والرقابة وفي باقي مهمات المجلس السياسية والاقتصادية.

بالمقابل يمكن وصف هذا المجلس بأنه تخلى عن فلسفة «الكتلة الصماء» التي اصابت المجالس الثلاثة السابقة الاخيرة، فهناك معارضة تمثلها الحركة الاسلامية قد تضيف الكثير.

نعم هناك كتلة من خمسة عشر نائبا تمثل التحالف الوطني للاصلاح، سيكون لها دورها في تمثيل الاقلية المحترمة الوازنة القادرة على «قرع الجرس»، وتوجيه الحدث في بعض الاحيان.

اذًا المجلس مختلف عن سابقه، واظنه سينال بعض رضى من الاردنيين، وسيساعده على ذلك تلك المقارنة النسبية مع المجلس السابق.

بظني ان المجلس القادم قادر على استعادة «البعض القليل» من ثقة الناس بالمجالس النيابية، فوجود صوت معارض عال سيساعد في ذلك.

وربما على الدولة ان تدرك خطر انقطاع الصلة بين المواطن ومؤسسته التشريعية، ومن هنا يجب ان تحاول ترك المساحات المناسبة له، وان تدعه يعبر عن نفسه.

على كل الاحوال، قادم السنوات والشهور كفيلة بكشف ما سيكون في المجلس القادم، والتقديرات تقول إن القادم صعب، وهنا سيقف المجلس على المحك.

(السبيل 2016-09-25 )