شركة تملكها الحكومة!

تم نشره الإثنين 26 أيلول / سبتمبر 2016 12:36 صباحاً
شركة تملكها الحكومة!
فهد الفانك

من أغرب الإصطلاحات الجديدة المستعملة في الأردن اصطلاح شركة مساهمة عامة تملكها الحكومة، فما تملكه الحكومة بالكامل هو بالتعريف مؤسسة عامة وليس شركة. وتغيير الأسم لا يخدم غرضاً سوى إخراج تلك المؤسسات الحكومية من نطاق قانون الخدمة المدنية، بحيث يمكن لمدرائها أن يحصلوا على مزايا ويتقاضوا رواتب تزيد عما يتقاضاه الامناء العامون في الوزارات!.

نقول ذلك بمناسبة ما قيل عن التوصية بتحويل بورصة عمان إلى شركة مساهمة عامة. وما قمنا به من توضيح عدم وجود مبرر لمثل هذه الخطوة التي تمثل تغييراً من أجل التغيير دون مبررات (راجع رؤوس أقلام 21/9/2016).

رئيس هيئة الأوراق المالية السيد محمد صالح الحوراني دخل على الخط لدعم التوصية بتقديم حل هو أن تكون البورصة شركة تملكها الحكومة، الامر الذي يتناقض مع قوله أن الممارسات العالمية تؤيد أن تأخذ البورصة صورة شركة، فالممارسات العالمية لا تعني أن تملك الحكومات تلك الشركات التي أشار إليها.

في التجربة العملية ثبت أن تحويل مؤسسة عامة إلى شركة تملكها الحكومة هو تصريح لها بتحقيق خسائر كبيرة، واقتراض مبالغ هائلة بكفالة الحكومة لتغطية الخسارة وفشل الإدارة (راجع شركة الكهرباء الوطنية نيبكو) فلماذا نكرر هذه التجربة الفاشلة. وما هي المؤسسة العامة التي كانت متعثرة ثم نجحت عندما تحولت شكلاً إلى شركة مساهمة تملكها الحكومة.

كان على السيد الحوراني أن يعطينا الأسباب الموجبة لهذا التحويل التعسفي، وأن يدلنا بشكل خاص على العيوب المزعومة والاخطاء التي تقترفها بورصة عمان حالياً، والتي لا يمكن تصحيحها بغير التحول إلى شركة سواء كانت ملكيتها للحكومة أو لحيتان السوق المالي.

التوصية التي يراد لرئيس هيئة الأوراق المالية أن يؤيدها، (ولا خيار له في هذا) لا تقول بملكية الحكومة للشركة، لأن ذلك لا يغير شيئاً في مجال إدارة أعمال البورصة.

الحديث عن الكفاءة والتنافسية يفترض أن تكون البورصة شركة مساهمة ضمن القطاع الخاص يملكها حيتان السوق المالي، ليجنوا أرباحاً ويحققوا مصالحهم وليس لتحسين الكفاءة والتنافسية.

إذا كان لدى رئيس هيئة الاوراق المالية اقتراحات لتحسين الكفاءة والتنافسية في بورصة عمان فلماذا لا يطبقها الآن، حيث البورصة تعمل تحت إِشراف الهيئة، وتلتزم بتعليماتها وأوامرها أكثر من التزام شركة حكومية لها مرجعية أخرى غير الهيئة أو بالإضافة إليها.

(الرأي 2016-09-26 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات