أيُّ «نواة صلبة»؟!

تم نشره الأحد 11 كانون الأوّل / ديسمبر 2016 01:01 صباحاً
أيُّ «نواة صلبة»؟!
صالح القلاب

 غير معروف على ماذا إعتمد الذين إجتمعوا أمس في باريس حتى أعطوا أنفسهم وصفاً هو: «النواة الصلبة» فحتى الآن وعلى مدى نحو أربعة أعوام وهؤلاء يواصلون عقد إجتماعات متباعدة ومتقاربة تحت عنوان :»أصدقاء سوريا» لكنهم لم يستطيعوا فعل ولو الحد الأدنى من وضع حدٍّ للتدخل العسكري الروسي في هذه الدولة العربية الذي تحول إلى إحتلال فعلي والدليل هو أن سيرغي لافروف بات هو كل شيء على الجانب الآخر بالنسبة لهذا الصراع وأنه لم يعد هناك أي وجود لوزير دفاع بشار الأسد ولا لوزير خارجيته ولا لوزير إعلامه ولا لأيٍّ من رموز نظامه الذي أغلب الظن أنه هو نفسه قد نسي أسماءهم!!.

لقد بقيت إدارة الرئيس باراك أوباما تحاول إقناع هذه «النواة الصلبة»، ومعها كلُّ من له صلة بهذه الأزمة الطاحنة على الصعيدين الدولي والإقليمي وعلى الصعيد العربي قبل كل شيء، بأنه بالإمكان إعتبار الروس وسيطاً مقبولاً وهذا إستمر كما معروف إلى ما بعد الغزو الروسي قبل عام ونحو ثلاثة شهور لكن وقد أصبح لافروف هو جنرال هذه الحرب وهذا الصراع وأصبح ظهور القوات الروسية البرية «الميدانية» ليس واضحاً وفقط بل رئيسياًّ على غرار ما يجري الآن في حلب وفي جبهات قتال أخرى فإنَّ المفترض أن يكون ردَّ «أصدقاء سوريا»، بدل كل هذه الإجتماعات «الماراثونية»، وفقاً للقاعدة التي تقول: «لكل فعل ردّ فعل معاكس له في الإتجاه ومساوٍ له في القوة»... لا يفل الحديد إلا الحديدُ!!. 

إن حتى أعمى البصر والبصيرة بات يعرف وبلا أيِّ شك أنَّ روسيا تنخرط إنخراطاً كاملاً في هذه الحرب التدميرية التي يتعرض لها الشعب السوري والتي أدت إلى دمار معظم المدن السورية وهذا من المفترض أن يجعل هذه «النواة الصلبة» تستبدل إجتماعاتها «الماراثونية» هذه، التي غدت مملة وسقيمة بل وغدى المزيد منها يشجع المعتدي على التمادي في إعتداءاته، وتتخذ موقفاً حاسماً وحازماً يفرض على الروس الكف عن عدوانهم الآثم وسحب قواتهم من هذا البلد العربي الذي هو دولة مستقلة ذات سيادة وهي السيادة التي فرَّطَّ بها هذا النظام فأصبحت في أيدي الروس والإيرانيين .. وبمشاركة حسن نصر الله ما غيره!!.

لقد كان من الممكن أن تنتهي هذه الأزمة «المأساة» في سنواتها الأولى وفقاً لحل :»جنيف 1» الدولي المعروف لو أن باراك أوباما لم يتردد ويتخاذل ويتراجع في اللحظة الحاسمة ويتخلى عن تهديده باللجوء إلى القوة العسكرية رداًّ على إستخدام هذا النظام القاتل للأسلحة الكيماوية ضد شعب ثبت أنه لم يعد شعبه.. وهنا فإن المعروف أن لجوء جون كندي إلى رفع قبضته في وجه نيكيتا خروشوف هو الذي أنهى أزمة الصواريخ المعروفة التي كادت تؤدي إلى حرب نووية كونية في عام 1962.

إنَّ المطلوب من هذه «النواة الصلبة»، والمقصود هنا هو الولايات المتحدة أولاً وهو باقي الأعضاء الأساسيين في حلف الأطلسي ثانياً، أن تُظْهِرَ للروس جدية بل منتهى الجدية في التعاطي مع هذه الأزمة التي غدت بمثابة قنبلة هائلة تنفجر في هذه المنطقة أما أن يبقى هذا « النهج الأوبامي» الرديء مستمراً فإن هذا سيُعطي ضوءاً أخضر لـ «فلاديمير بوتين» ليُجذِّر إحتلاله لهذه المنطقة الشرق أوسطية التي غدت موسكو تتعامل معها ومنذ الآن على أنها أهم مناطق مجالاتها الحيوية .

(الراي2016-12-11)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات