قراءة في تقرير البنك الدولي

تم نشره الأحد 11 كانون الأوّل / ديسمبر 2016 01:03 صباحاً
قراءة في تقرير البنك الدولي
طارق مصاروة

 الرحلة في تقرير البنك الدولي لعام 2015 تفتح العيون على حقائق نمر عنها تحت عناوين: الدول الاكثر فقراً, أو الدول التي تصل فيها الاميّة الى 70% من السكان. أو الدول الغنية جداً بالارقام والفقيرة جداً بدخل الفرد من الناتج القومي. فالهند يقف اقتصادها الان في الرقم الخامس بعد اميركا والصين واوروبا واليابان والدول المنتجة للنفط, ولكن عدد سكانها البالغ 3ر1 مليار نسمة جعل دخل الفرد في حدود 1500 دولار فقط (في اميركا 55 ألف).

ونقف عند جزر المالديف واتذكرها لأن ابني رعد عمل في فندق – جزيرة مدة عامين, فدخل الفرد فيها 7681 دولاراً, وعدد سكانها اقل من نصف مليون. ولكثرة جزرها وصغرها هناك مطار واحد فقط, وينتقل السواح في طائرات مائية تهبط وتقلع امام الفندق – الجزيرة. 

ونتيجة الحروب فإن دخل الفرد في ليبيا والعراق والجزائر يقف عند 4600 دولار مع أنها دول نفطية ومن المفروض أن يكون في حدود الـ 40 الف دولار. ويهبط دخل الفرد في ايران التي تشن الحروب وتصدّر الثورات الى 5442 دولاراً فقط. وهو يوازي دخل الاردني أي حوالي خمسة آلاف دولار.

ولعل الامية التي تسيطر على اكثر الدول الافريقية هي التي وراء فقر دول كهايتي (وهي تعلن افريقيتها مع انها في الكاريبي) دخل الفرد لا يصل الى الف دولار, وارتيريا 754 دولاراً.

ونقف عند دول عظيمة لم تشف بعد من بلاء الحروب. ففيتنام التي حاربت الاحتلال الياباني, والاحتلال الفرنسي, ثم الهيمنة الاميركية بعد تقسيمها ما تزال حتى الان لم تصل الى مستوى اعادة الاعمار فدخل الفرد فيها 2111 دولاراً وعدد السكان 100 مليون. ومثلها جيران الحروب لاوس وكمبوديا التي بقي دخل الفرد فيها اقل من 1300 دولار.

وبمناسبة الوقوف عند الحروب فإن دخل الفرد السوري هبط الى حدود 2000 دولار وعدد سكانها: المقيمون, واللاجئون, والذين غرقوا في المتوسط, والذين يعيشون خارج مدنهم وقراهم 351ر22 مليون نسمة. واذا قيّض لسوريا أن تتوقف حروبها الطائفية والاقليمية والدولية.. واذا قيّض لها ان تبقى موحدة فإنها تحتاج لتعود كما كانت اكثر من سبعين مليار دولار.

والكلام ينطبق على العراق (وهو لن يعود الى وحدته) فإنه يستدين الان مئتي مليون دولار من البنك الدولي ليدفع رواتب يعترف رئيس الوزراء بأن هناك خمسين الفاً يقبضون رواتب باسماء وهمية. وتفرض حكومة بغداد على الصادرات الاردنية 30% رسوماً وجمارك.. لأن هذه شروط البنك الدولي وقد صارت هذه الشروط أهم من معاهدات الوحدة العربية الاقتصادية, وأهم من العلاقات القومية.

اليمن «السعيد» لم يعد سعيداً, فهو يعيش في حالة حرب عبثية. بين تحالف رئيس مخلوع وفاسد (يملك 38 مليار دولار, ويموّل اكثر من نصف الجيش اليمني) وبين خلافة حوثية تريد اعادة اليمن الى الخلافة الزيدية, وتريد فك الوحدة اليمنية لأن اليمن الجنوبي ليس زيدياَ, ولم يحدث أن عرف شيء اسمه الامام حميد الدين المتوكل على الله.. لانه ماركسي.

هذا اليمن الذي لم يعد سعيداً, صار فيه نفط للتصدير. وكانت دول الخليج العربي الغنية تضخ فيه سنوياً ملايين الدولارات, للمدارس والطرق والموانئ وفي السعودية وحدها حوالي 3 ملايين يمني يعملون ويعيشون مع عائلاتهم.. وهذا اليمن هبط فيه دخل الفرد الى أقل من 1400 دولار وتنتشر فيه الامراض والمجاعة, ويتم تدمير المستشفيات والمدارس والموانئ والمطار بشكل ممنهج ليعود الى عصر الامام, وعصر رئيس فاسد.

(الراي2016-12-11)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات