الفجوة بين ضريبتي الدخل والمبيعات

تم نشره الخميس 23rd شباط / فبراير 2017 12:36 صباحاً
الفجوة بين ضريبتي الدخل والمبيعات
عصام قضماني

ليس من المنطق أن نفسر أن تراجع الإيرادات الضريبية نسبة الى الناتج المحلي الإجمالي من 22% عام 95 وهي السنة التي فرضت فيها ضريبة المبيعات الى 15% هذه السنة سببه أن الإيرادات ظلت ثابتة بينما كان الناتج المحلي يكبر!! .
هذه معادلة معكوسة وغير مفهومة , فالإيرادات الضريبية كان يفترض بها أن تنمو طرديا مع زيادة الناتج المحلي الإجمالي , لكن ما حدث هو العكس والسبب هو حجم التداخلات والتشوهات التي مست قانون الضريبة العامة على المبيعات بزيادة الإعفاءات والتنزيلات التي طرأت على النسبة بتقسيمها الى ثلاث أو أربع درجات تبدأ ب 4% الى 8% و16% .
التشوه الأهم هو الفرق الكبير بين إيرادات ضريبتي الدخل والمبيعات ,مع أن النشاط الإقتصادي الذي تترجمه إيرادات ضريبة المبيعات وهو بالمناسبة لا يتناسب مع حجم الإستيراد ولا يترجم في ضريبة الدخل .
الحكومة مطالبة يتقديم قانون ضريبة دخل يجسر هذه الفجوة ليس برفع النسب كما قد يفهم بل بتوسيع قاعدة المكلفين وإلغاء الإعفاءات والحوافز , ولم يعد مقبولا أن تبقى ضريبة المبيعات الدجاجة التي تبيض ذهبا , ففي كل مرة تعاني فيها الخزينة مشكلة في الإيرادات تتجه الى رفع الضرائب على السلع التي تسميها كمالية , مثل التبغ والسجائر والكحوليات ( مستوردات الكحول لا تتجاوز 5ر4 مليون دينار في السنة) والجلود والاتصالات والملابس والاكسسوارات وغيرها , والحقيقة أن الدراسات العلمية وغير العلمية لم تثبت بأن مثل هذه القرارات زادت إيرادات الخزينة , لكنها في ذات الوقت لم تخفض الإستهلاك , فالمال يذهب لمصلحة التهريب الذي ينتعش في ظل الضرائب المرتفعة .
أخيرا وجد رئيس الوزراء متنفسا في وسط ضغوط واجهها ولا يزال بسبب الإجراءات الأخيرة وبدأ يتحدث بلغة واضحة عن الحلقة المكملة وهي برامج تحفيز الإقتصاد لتحقيق النمو المستهدف في برنامج التصحيح المتفق عليه مع صندوق النقد فما سبق من إجراءات يرتبط بسلة التشريعات الهامة لدرجة تتجاوز أهمية الاصلاحات المالية التي تنفذها الحكومة , فلا فائدة من إصلاح مالي لا يرافقه بذات الوقت إصلاح تشريعي يمس عمق الاقتصاد وحياة الناس , مواطنين أم مستثمرين , في الوقت الذي يجب فيه أن ندرك أن تشريعات غير ملائمة في وقت التردد والتراجع الاستثماري ستزيد من « الطين بلة» .

الراي 2017-02-23



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات