افتتاح القمة العربية الاسلامية الأميركية في الرياض

المدينة نيوز :- أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عن إطلاق (المركز العالمي لمكافحة التطرف)، الذي يهدف لنشر مبادئ الوسطية والاعتدال ومواجهة التغرير بالصغار وتحصين الأسر والمجتمعات ومقارعة حجج الإرهابيين الواهية بالتعاون مع الدول المحبة للسلام والمنظمات الدولية.
وقال في كلمة افتتح بها اعمال القمة العربية الاسلامية الاميركية في الرياض اليوم، إن القضاء على الإرهاب لا يكون بالمواجهة المباشرة فقط بل إن التنمية المستدامة هي جرعة التحصين الناجح وهو ما تجسده رؤية المملكة العربية السعودية عشرين ثلاثين في جوانبها المختلفة من الحرص على استثمار الشباب وتمكين المرأة وتنويع الاقتصاد وتطوير التعليم، وبدون شك فإن المملكة العربية السعودية تدعم وتشجع كل توجه لدى الدول الشقيقة والصديقة يهدف إلى تفعيل التنمية المستدامة في بلدانهم.
وأضاف خادم الحرمين "رفضت إيران مبادرات حسن الجوار التي قدمتها دولنا بحسن نية واستبدلت ذلك بالأطماع التوسعية والممارسات اِلإجرامية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ضاربة بالقانون الدولي عرض الحائط ومخالفة مبادئ حسن الجوار والعيش المشترك والاحترام المتبادل، وقد ظن النظام في إيران أن صمتنا ضعفاً، وحكمتنا تراجعاً حتى فاض بنا الكيل من ممارساته العدوانية وتدخلاته كما شاهدنا في اليمن وغيرها من دول المنطقة. نقول ذلك ونحن نؤكد في الوقت ذاته على ما يحظى به الشعب الإيراني لدينا من التقدير والاحترام فنحن لا نأخذ شعباً بجريرة نظامه." وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب،خلال كلمته أمام القمة إن معظم ضحايا الإرهاب مدنيون و95 في المئة من الضحايا هم مسلمون.
وأكد ترمب أن مركز مكافحة الإرهاب يمثل إعلانا واضحا بأن على الدول الإسلامية أخذ زمام المبادرة في مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن القمة ستكون بداية للسلام في الشرق الأوسط.
وأضاف الرئيس الأميركي أن مكافحة الإرهاب ليست حربا بين الديانات، بل إنها "معركة بين الخير والشر"، مؤكدا أن هدف الولايات المتحدة هو تأسيس تحالف من دول تتشارك في هدف القضاء على التطرف وتوفير مستقبل واعد لأطفالنا مشيرا إلى أن شراكات الولايات المتحدة ستعزز الأمن من خلال الاستقرار.
وقال : "يجب أن يشعر أي مؤمن بالإهانة في كل مرة يقتل فيها إرهابي شخصا بريئا باسم الدين".
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في كلمته أمام القمة، إن الحديث عن التصدي للإرهاب على نحو شامل يعني مواجهة جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز، فلا مجال لاختزال المواجهة في تنظيم أو اثنين، فالتنظيمات الإرهابية تنشط عبر شبكة سرطانية تجمعها روابط متعددة في معظم أنحاء العالم، تشمل الأيديولوجية، التمويل، التنسيق العسكري والمعلوماتي والأمني.
وأضاف "لا مجال لاختصار المواجهة في مسرح عمليات واحد دون آخر، وإنما يقتضي النجاح في استئصال خطر الإرهاب أن نواجه جميع التنظيمات الإرهابية بشكل شامل ومتزامن على جميع الجبهات. وفي هذا السياق، تعلمون جميعا أن مصر تخوض يومياً حرباً ضروساً ضد التنظيمات الإرهابية في شمال سيناء، نحقق فيها انتصارات مستمرة وتقدماً مطردا، نحرص على ضبط وتيرته ونطاقه بحيث يتم استئصال الإرهاب بأقل خسائر ممكنة، مع الحفاظ على أرواح المدنيين من أبناء شعبنا".
وقال سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، ان هذه القمة تؤكد للعالم ان الدول الاسلامية حريصة على التعاون مع الدول الصديقة والحليفة لمواجهة ظاهرة الارهاب والمتنامية اهدافها وانها تمثل ردا وتصديا للاتهامات التي تتعرض لها الدول الاسلامية بالادعاء برعايتها للإرهاب والتستر عليه لتعطي بذلك الصورة المشرقة للاسلام الرافض للتطرف والتشدد والدعي للتسامح مع كل الاديان .
واضاف "قمنا في دول مجلس التعاون الخليجي بإجراءات عديدة ومبادرات متعددة على المستوى الاقليمي والدولي للإسهام في الجهود الهادفة الى نبذ التطرف واشاعة روح التسامح".
وقال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو ان القمة رسالة شراكة بين العالم الاسلامي والولايات المتحدة الامريكية، مشيرا الى ان هذا الاجتماع يجب ان يكون قادرا على تعزيز التعاون ضد الارهاب ونقل رسالة السلام.
واضاف ويدودو ان تهديد الراديكالية والتطرف يحصل في كل مكان في العالم، مذكرا بالتفجيرات الارهابية في جزيرة بالي وجاكارتا، حيث خلفت ضحايا وكانت موضع ادانة دول العالم، لافتا الى ان اندونيسيا تعاونت مع دول العالم لمكافحة التطرف مثل فرنسا وبلجيكا وبريطانيا واستراليا .
وقال ويدودو ان المسلمين يشكلون معظم ضحايا الارهاب والملايين من اخوتنا نزحوا من دولهم نحو حياة افضل والشباب فقدوا املهم في المستقبل والغضب دفع اناس الى التطرف والتشدد، مؤكدا ان التاريخ علمنا بان السلاح والقوات العسكرية لن تكون وحدها قادرة على التصدي للارهاب ويجب علاجه بالافكار والمقاربة بين القوى الناعمة والعسكرية.
من جانبه رئيس الوزراء الماليزي نجيب تون عبد الرزاق ان هذه القمة جاءت مواتية زمنيا ويجب على دول الاسلامية تذكير العالم بان الامم المسلمة تندد بالإرهاب والعنف ويجب ان لا يشك العالم اننا نقف مع الاسرة الدولية لاجتثاث الارهاب الذي يعتبر خطرا دوليا.
واضاف ان ماليزيا قامت بخطوات جادة لمواجهة هذه الآفة وعملت مع الولايات المتحدة الامريكية لإعداد برنامج رقمي تواصلي لمكافحة الارهاب وأيدولوجيته، كما تعاونت مع استراليا وفرنسا وبريطانيا لمكافحة اوجه الارهاب المختلفة.
وقال ان زعزعة استقرار المنطقة سيكون تربة خصبة للارهاب، مؤكدا ان ايران ساهمت بزعزعة الاستقرار في المنطقة، داعيا الى ابتعادها عن التدخل في شؤون البلدان الاخرى.