في يوم الإعلام الإنمائي: أكاديميون يطالبون بتفعيل تأثيره في الأطراف

المدينة نيوز :- طالب أكاديميون بضرورة تفعيل الاعلام الانمائي في الاردن والخروج الى الميدان، وتبني احتياجات الناس وبالأخص الفئات المهمشة، موضحين أن الإعلام التنموي أثبت تواجده عبر المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.
ويهدف الاعلام الانمائي الى حشد الرأي العام ونشر الوعي بحقوق الانسان، وبث الشعور بالمسؤولية المجتمعية والوطنية، وتحفيز المواطنين على المشاركة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، والمساهمة نحو التغيير الايجابي.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة أهداف التنمية المستدامة الـ17 العام الماضي ، ضمن خطة التنمية المستدامة لعام 2030 والتي ترتكز على خمسة أركان لتحقيق التنمية وهي كوكب الأرض والسكان والازدهار والسلام والشراكات.
وبحسب هيئة الإعلام المرئي والمسموع، يصل عدد المواقع الالكترونية المرخصة للعام الحالي حوالي 173 موقعا، وعدد المحطات الفضائية المرخصة 43 محطة، والمحطات الاذاعية حوالي 40، والصحف المرخصة حوالي 28، أما الصحف المتخصصة المرخصة فتبلغ حوالي 842.
وبين هؤلاء الأكاديميون لوكالة الانباء الاردنية (بترا) بمناسبة اليوم العالمي للإعلام الانمائي الذي يصادف غدا الثلاثاء، أن من صميم عمل الإعلام التنموي تبني مطالب الناس القاطنين في مناطق بعيدا عن المناطق المركزية، مشيرين الى ان الإعلام يشكل قوة ضغط على الحكومات، ويسمع الرأي العام، ويحرك الحكومات والمجتمعات ويساهم في التوعية وتشكيل وعي جمعي للجماهير.
نائب عميد كلية الاعلام بجامعة اليرموك الدكتور خلف الطاهات اكد أنه لا يمكن الحديث عن التنمية بدون الحديث عن دور الاعلام الذي يعتبر الحاضنة الاساسية لمتابعة الخطط وتخطيط وتحديد الاهداف التنموية، لاسيما في دول العالم النامي الذي يعتمد على القدرات الانسانية وتوجيهها.
وقال، ان هذا الاعلام يحتاج الى مستوى عال من الكفاءة والتنظيم وخطط وادوات تنفيذية بعيدة عن مركزية الاعلام الذي تتركز على مدن صنع القرار، مبينا انه كي يكون هذا الاعلام فاعلا لابد من خروجه الى الميدان وأن يتفاعل ويتحسس هموم وتطلعات الناس بعيدا عن مدن صنع القرار.
وأوضح ان الاعلام التنموي يجسر الهوة من خلال قيامه بهذا الدور بعيدا عن مدن صنع القرار التي تأخذ المساحة العظمى مما ينشر او يذاع عبر وسائل الاعلام، مشيرا الى ان من صميم عمل الاعلام التنموي تبني مطالب الناس القاطنين في مناطق بعيدا عن المناطق المركزية.
وبين ان جود اعلام تنموي هو أحد ابجديات المواطنة في نقل أصوات الفئات المهمشة وهمومهم بموضوعية الى صانع القرار، بحيث يكون ناقلا وعاكسا حقيقيا للاحتياجات التنموية المختلفة، مشيرا الى ان الاعلام التنموي ينهض في وجود الاعلام الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية.
وأكد اهمية قيام الحكومة بصناعة الحدث من خلال الزيارات والجولات الميدانية بعيدا عن العاصمة وبما يسهم في إعطاء قيمة خبرية واقعية للمناطق النائية والمحافظات المختلفة، موضحا ان الاعلام التنموي هو الضامن الحقيقي لنقل رؤى وتطلعات واحتياجات الناس في المناطق التي قلما يصلها المسؤولون، ويعمل على الرقابة والمتابعة، ويعتبر ناقلا أمينا لمدى نجاح او فشل التنمية في المناطق المختلفة.
ورأت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن من شأن تحسين نشر المعلومات وتعبئة الرأي العام، ولا سيما بين الشباب، أن يؤدي إلى مزيد من الوعي بمشاكل التنمية، كما يمكن لتكنولوجيات المعلومات والاتصالات توفير حلول جديدة للتحديات التنموية في سياق العولمة وتعزيز النمو الاقتصادي والقدرة على المنافسة والحصول على المعلومات والقضاء على الفقر والجوع.
من جهته عرف استاذ الاعلام في كلية الاعلام بجامعة الشرق الاوسط الدكتور أشرف المناصير التنمية المستدامة، بأنها عملية مخطط لها ومقصودة لإحداث تغيير ايجابي في نوعية الحياة للأفراد والمجتمعات من خلال توفير خيارات وفرص أوسع تنعكس على نوعية الحياة واستدامة الموارد للأجيال القادمة، وهذا هو عمل الحكومات.
وأضاف، وكي يصل هذا التخطيط للمجتمعات، لابد من ظهور وبروز دور أكبر للإعلام، ولذلك أصبح هناك تخصصات دقيقة في المجال الاعلامي، ومنها ما يَعرف بالإعلام التنموي.
وأوضح ان الاعلام يشكل قوة ضغط على الحكومات، ويسمع الرأي العام، ويحرك الحكومات والمجتمعات ويساهم في التوعية وتشكيل وعي جمعي للجماهير نحو القضايا التي تهمهم.
وبين ان الإعلام الانمائي ظهر بصورة خاصة مع نهاية الحرب العالمية الثانية وجاء، كنتيجة للحروب التي عصفت بالعالم آنذاك ما ساهم في ايجاد فجوة اقتصادية وثقافية واجتماعية، وكان لابد من ترميم هذا الدمار نتيجة للحروب، ووضع الخطط وايصالها للمجتمعات عن طريق الاعلام.
وبين ان الاردن أولى اهتماما كبيرا لأن يسير الاعلام بخط متواز مع خطط التنمية المستدامة، واستفادت الحكومة من التطور الهائل في وسائل الاعلام لتشكيل وعي الجماهير للنهوض بالمجتمعات اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا.
وأشار الى أن القائمين على التنمية تنبهوا الى أهمية التداخل بين الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وهو ما يعرف بالإعلام الجديد، ويعملون للاستفادة من ميزة أنه متاح للجميع، لكن اللافت للنظر في موضوع التواصل الاجتماعي هو غياب الارادة في تحقيق التنمية، لأن التنمية الحقيقية تشترط توافر الإرادة من جميع اقطاب العملية التنموية.
الدكتور حسام العتوم قال ان الاعلام تغير كثيرا عن أي وقت مضى، وله دور متقدم وكبير إذ وصل الى مرحلة الرقمنة، أي إمكانية تحميل كثير من المواد عبر وسائل الاعلام المختلفة من مرئيات ومسموعات وانترنت، وجميعها تستهدف الانسان باعتباره محور العملية الاتصالية التنموية.
وأشار الى ان الاعلام التنموي هو الكاشف للحقائق والقادر على تسليط الضوء لما هو ايجابي وسلبي، وتحويل ما هو سلبي الى ايجابي من جديد، وتقديم أفضل الخدمات، واشراك المواطن في العمل التنموي ليصبح فاعلا ومتفاعلا ومشاركا في العملية التنموية.
وبين ان الاعلام يلعب دورا كبيرا في تشكيل الرأي العام وتحميل القضايا على ماكنة الاعلام، وايصال المشاكل والاحتياجات والقضايا الخدمية الى المعنيين، ولابد من اشراك فئة الشباب التي تشكل 70 بالمئة من عدد السكان، اذ ان الاعلام التنموي يستهدف ايضا هذه الفئة لإشراكهم في العملية التنموية.
يذكر انه في العام 1972 حددت الجمعية العامة يوم 24 تشرين الاول من كل عام يوما عالميا للإعلام الإنمائي، ويراد منه لفت انتباه الرأي العام العالمي لمشاكل التنمية والحاجة إلى تعزيز التعاون الدولي من أجل تحقيق التنمية.