قوس الفقراء

تم نشره الخميس 13 كانون الثّاني / يناير 2011 01:20 صباحاً
قوس الفقراء
ماهرابوطير

المع الشخصيات في التاريخ ، هي من وقفت الى جانب الفقراء والمساكين ، فمن "ابي ذر الغفاري" الى جعفر بن ابي طالب الملقب بأبي الفقراء ، وغيرهما ، والذاكرة تفيض بأسماء كثيرة.

تاريخ الشعوب الاخرى يمّجد الشخصيات التي تقف الى جانب الفقراء ، من"روبين هود" الى غيره من أسماء بقيت محفورة ، لأنها انحازت الى الفقير وفقره.

مع كل غني يولد ، يولد عشرة فقراء ، لان الفقير ضحية الغني ، وضحية الآخرين ، ممن يتركونه على حاله ، ولايعترفون ان الفقير ضحية للاخرين ، وانه لولا بخل الآخرين ، ولولا نهب المتنفذ لمال الفقير ، لما بات فقيراً.

في القرآن شرعنة مشروطة لحالة الغنى ، وهي مقبولة ، لكنها مشروطة بشرطين ، وليست مطلقة ، الاول: ان يكون المال حلالا ، والثاني ان يدفع حق الله فيه لفئات كثيرة ، ومن يزد من عنده فوق المطلوب يُجزَ به.

الفقر اليوم لم يعد كالفقر القديم ، اذ يأتي ويجلب معه الكراهية والحقد والطبقية والفساد الاجتماعي والجريمة ، والغضب.

الفقر ايضاً لم تتم شرعنته في القرآن بمعنى قبوله ، اذ انه نتيجة لاختلالات ، فيما الغنى مُشرعن ومقبول ، على ضوء الشرطين ، بمعنى ان الله لم يقسم الناس الى طبقتين ، بل قبل بالغني على اساس الشرطين ، فيما قبول الغني لايكتمل الا بمداواة الفقير الى درجة ازالة فقره،.

معنى الكلام ان بقاء الغنى مفهوم ومقبول ومبارك ، فيما بقاء الفقر مُحرّم ومرفوض ، وهذا التجسير بين حالتين ، يراد منه وصل الناس ببعضهم ، لا..فرزهم عن بعضهم ، ولا..عزلهم ، على اساس مجموعات اجتماعية واقتصادية.

شرعية الغني لاتكون الا بما يقدمه و ينقل فيه الفقير من فقره الى متوسط الحال فقط ، وهذا توازن مقصود وتكاملي.

الفقر هو ابو المصائب ، واخطر مافيه ، ان الجوع لم يعد جوع البطن ، بل بما يستحضره معه ، من آفات وعلل ، على كل المستويات ، وبهذا المعنى يكون كل فقير هو ضحية الآخرين ، قبل ان يكون ضحية نفسه ، والضحية هنا تثأر لمظلوميتها.

غنى الافراد ، وفقرهم ، ينطبق بذات المعيار على الدول ، بشكل او بآخر ، وحين تسمع ارقام الفقر والغنى في العالم العربي ، يندى جبينك حزناً على ماوصلنا اليه ، من فروقات هائلة بين الشعوب.

ارباح الدول العربية النفطية من النفط خلال عام واحد فقط (ألفين وعشرة) ، تتجاوز الخمسمائة مليار دولار ، وها هيَ واردات عام واحد كفيلة بسداد ديون العرب ، وكفيلة ايضاً بإنقاذ الملايين من بؤسهم.

فرق كبير بين الفقر حين يكون قدراً مكتوباً ، وذاك الفقر الذي يتم انتاجه وغرسه في عيوننا ، ظلالا سوداء ، تلتبس بالاسم وتاريخ الميلاد ، وشهادة الوفاة ايضاً.(الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات