اقتصاديات الطاقة الذرية

هناك رغبة في الإدعاء بأن اليورانيوم سيكون بترول الأردن ، وهذه مغالطة كبيرة ، فالدراسات والاتفاقيات المعقودة لا تشير إلى شيء من هذا القبيل.
حديث اليورانيوم ليس جديداً ، فقد بدأ بدراسات لسلطة الموارد الطبيعية عام 1980. أما الجدوى فتتوقف على عوامل عديدة أهمها بسعر الكعكة الصفراء في السوق العالمية ، ومدى تركز اليورانيوم أو انتشاره ، والتكنولوجيا المستخدمة في التعدين.
شركة أريفا التي تتمتع بالامتياز تريد أولاً التأكد من خصائص المادة الخام ، وبعد ذلك أن تقيم مصنعاُ للكعكة الصفراء تنتج 2000 طن في السنة ، بسعر عالمي يقدر بحوالي 100 ألف دولار للطن. وبما أن كلفة استخراج الطن الواحد تتراوح بين 50-75 ألف دولار ، فإن الإيراد المتوقع لن يزيد عن 100 مليون دولار سنوياً ، وتقتضي الاتفاقية التي عقدتها هيئة الطاقة الذرية أن تكون حصة الحكومة الأردنية 75ر5 مليون دولار منها ، أي ما يعادل أربعة ملايين دينار لا غير مقابل كل المشكلات البيئية التي سيخلقها المشروع والإعفاءات التي سيتمتع بها ، على أن يقسم الباقي مناصفة بين شركة ريفا والشريك المحلي المنتظر.
هذه الحسابات لا تأخذ بالاعتبار حق شركة ريفا باقتطاع تكاليف استرداد رأسمالها المستثمر في المشروع وخدمة الديون والفوائد.
إذا بنى الأردن مفاعلاً ذرياً لتوليد الكهرباء فإن عليه أن يشتري الكعكة الصفراء لغاية 200 طن سنوياً بكلفة 20 مليون دولار لتوليد كهرباء تزيد كلفتها عن كلفة التوليد باستخدام الغاز والمحروقات العادية أو مصادر الطاقة النظيفة.
المفاعلات الذرية في أوروبا وأميركا يتم إغلاقها تدريجياً. أميركا مثلاً تخلصت من 28 من مفاعلاتها البالغة 132 مفاعلاً ، إما للانقطاع المفاجئ أو لأن كلفتها غير اقتصادية ، وهناك 35 مفاعلاً آخر تحت المراجعة تمهيداً لإغلاقها ، خاصة وأن كل مفاعل يتطلب الإيقاف لمدة 40 يومأً كل سنة ونصف للصيانة ، وهي حالة محرجة إذا كان الاعتماد على مفاعل واحد.
الموقع المقرر للمفاعل الأول نقل من العقبة إلى المفرق بسبب اعتراضات سيحدث مثلها في الموقع الجديد. وهنا يلاحظ بأن العقبة اختيرت لتوفر ماء البحر من أجل تبريد المفاعل ، الذي يحتاج إلى 2800 متر مكعب من الماء في الساعة أو 5ر24 مليون متر مكعب سنوياً ، وحيث لا يتوفر الماء في المفرق فربما تقرر الهيئة الاستعاضة عن الماء بالتيمم بتراب المفرق!!.(الراي)
* المعلومات والأرقام مستمدة من تقارير علمية.