قلوبنا مع النشامى

يرفع النشامى معنوياتنا كثيراً ، وتسمع من المشجعين الاردنيين كلاماً راقيا يقال فيه ان الاردنيين والسوريين اخوة وحبايب ، وان تأهل اي فريق عربي للنهائيات هو فوز لكل العرب.
كلام راقْ ومحترم ، بعيداً عن التعصب ، والاساءة للاخ والجار السوري ، الذي قال مشجعوه ايضاً بعد المباراة انهم والاردن واحد.
المنتخب الوطني الاردني اثار فينا مشاعر كثيرة ، ولم اتابع اي مباراة في حياتي سوى مباريات منتخبنا مع السعودية وسوريا ، واذ ترى الناس فرحة جداً تعرف ان الناس بحاجة الى الفرح في حياتها ، امام هذه الحياة الصعبة ، وضنك الظروف.
الجمعة المقبلة يلعب النشامى مع اوزبكستان ، والتوقعات تشير الى ان المباراة قد تكون صعبة ، وقد نمر الى الفوز ، وقد لانمر ، واياً كانت النتيجة ، فقد لعب الشباب جيداً ، وقدموا ماعليهم ، حتى لانبقى طوال عمرنا نلوم بعضنا البعض على كل شيء.
ترى الاف الاردنيين في الدوحة يشجعون ويحملون العلم الاردني ، ويهتفون للاردن ، وتكتشف ببساطة ان الرياضة جامعة ووحدوية اذا قررنا ان تكون كذلك ، وليس أدل على ذلك من اصطفاف الناس خلف النشامى في الدوحة وعمان وكل مكان.
دوما لدينا الادلة على ان الاردني ينتج ويبدع وقادر على ان يكون لامعاً اذا توفرت له الظروف الجيدة ، وذات القاعدة تراها في كل قطاع ، والفرق هو في طبيعة مانقدمه للكفاءة ، حتى تلمع وتأخذ حقها وتقدم ماعليها ايضاً.
تسمية "النشامى" لمنتخبنا الوطني تسمية جميلة ، وقد بحثت عن المعنى الدقيق للكلمة فتبين ان"النشمي" هو الرجل الشجاع ، والمقدام ، والذي لايخاف الا الله ، والنشامى جمع للنشمي والنشمية على حد سواء.
النشمي ، ايضاً ، كلمة جامعة من تراث الاهل في البادية الاردنية وموجودة ايضاً في بادية العراق في محافظة الانبار ، وايضا تستخدم في البادية السورية الشرقية وكذلك شمال السعودية.
وهي تعني ايضاً الرجل الشجاع المقدام وهي مصطلح أطلق على الاردني تحديداً ، لأنه معروف تاريخياً ، في بوادي الشام بفروسيته ونخوته والاهم تعففه عن النساء حيث لا يطأ الاعراض ولايسلم الدخيل الذي يأتيه.
الفرح الحلال مشروع جداً حتى لاتتحول حياتنا الى نكد في نكد ، امام مانراه في مشرق العرب ومغربهم ، وامام مانراه من ظروف حياتية واقتصادية واجتماعية في بلادنا وفي من حولنا وحوالينا.
قلوبنا مع "النشامى" الجمعة المقبلة.(الدستور)