أرملة زعيم!

تم نشره الثلاثاء 25 كانون الثّاني / يناير 2011 01:06 صباحاً
أرملة زعيم!
خيري منصور

تحية كاظم ، اسم عرفه الناس لفترة طويلة ولم يكونوا قد رأوه ، فالسيدة ارملة الزعيم ، كانت ربة بيت اولا ، وزوجة ضابط حالم في الجيش وأماً لأولاد وبنات لم يكن الاب يجد الوقت حتى للجلوس معهم ، وفي مذكرات السيدة تحية ارملة عبدالناصر قد لا يجد المتابع لنشرها مواقف دراماتيكية مثيرة ، رغم انها تعترف ببراءة بتلك الاخطاء البروتوكولية التي ارتكبتها بسبب قلة الخبرة ، ومنها انها ذات يوم صافحت المترودوتيل قبل ان تصافح الرئيس تيتو ، وكان اول عشاء تناولته كزوجة رئيس مع الامبراطور هيلاسي لاسي.

وتقول السيدة تحية ان حضور مآدب العشاء الرسمية كانت تصيبها بأمراض تحير الاطباء لأنها كما يبدو لم تكن قادرة على التأقلم مع عالم لم تنشأ فيه ، وبقيت الفطرة لديها اقوى من اي مكتسب اجتماعي او دبلوماسي،

داعبها عبدالناصر قائلا للمشير عامر بأن تحية من الانفصاليين وانها ضد الوحدة بين مصر وسوريا.

ومن المعروف ان ارملة الزعيم كانت تحتفظ بمذكراتها قبل رحيلها وقبل موعد نشرها بزمن طويل ولم يكن الابناء قد افرجوا عن هذه الوديعة الا مؤخرا ، ولم تقل السيدة تحية أنها المرأة التي وقفت وراء رجل عظيم او الى جانبه فهي ليست جوزفين بالنسبة لنابليون أو ايفا براون بالنسبة للفوهرر ، مجرد سيدة من الطبقة الوسطى ، بقيت التقاليد الاجتماعية وطقوس العائلة بالنسبة اليها مقدسة شأن ابناء وبنات هذه الطبقة ، التي بدأت تنقرض في عالمنا العربي وثمة كتاب وعلماء اجتماع ألفوا كتباً في وداعها.

بالطبع لا نستطيع ان نقول رأياً شاملاً في مذكرات ارملة عبدالناصر الا بعد الفراغ من قراءتها والقراءة محكومة كالعادة بمسلسل النشر.

لقد سمعت حكايات مثيرة عن بساطة هذه المرأة من اناس اقتربوا بهذا القدر أو ذاك من عبدالناصر ، لكن المذكرات تفرض علي اعادة النظر في معظم ما سمعت ، والارجح ان هناك أناسا ما ان يرحل الزعيم الذي اقتربوا منه حتى يعيدوا انتاج مرحلته كلها وهم يتنافسون على ابتكار الحكايات التي تبرهن على قرب احدهم اكثر من الآخر وعلى كونه يعرف بالجهلة الآخرون.

والنساء اللواتي كتبن مذكرات يتجاوز عددهن الحصر ، من رئيسات ووزيرات وسفيرات وروائيات وشاعرات وناشطات في مختلف المجالات ، لكن ما كتبته نساء من طراز السيدة تحية يبقى في مكان آخر وبدافع مختلف ، فالسيدة لا تزعم بأنها غير عادية أو ان دورها كان عظيما في حياة الزعيم ، الذي كان لعقدين على الاقل يملأ الدنيا ويشغل الناس ، حتى بعد موته تحول موته المفاجىء الى سؤال لم يجد اجابة شافية بعد.

ان كتابة المذكرات لدى رجل او امرأة وفي مختلف ميادين التخصص هي اختبار حقيقي للنزاهة ومنسوب الموضوعية والاحساس بالعدالة ازاء الآخرين.

فثمة من كتبوا مذكرات حولتهم الى طواويس بحيث يكون ثلاثة ارباع الحجم من الريش الملون المنفوش. فاخترعوا احداثا واعادوا تأليف طفولات ومراهقة ، ومنهم من حول نفسه الى محور للكون وكأن الشمس في زمانه لم تكن تشرق الا من اجله ، مقابل أناس آخرين اكثر تواضعا ومن هؤلاء الناس السيدة تحية ارملة الزعيم  (الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات