تغييرات في عمّان

تم نشره الثلاثاء 01st شباط / فبراير 2011 01:52 صباحاً
تغييرات في عمّان
ماهر ابو طير

على عكس مايظنه كثيرون ، فان مستويات عليا في الدولة، راجعت كافة تفاصيل المشهد الداخلي خلال الفترة الماضية.

لم تقف القصة عند حدود الاستماع الى شخصيات تم تسريب اسمائها ، بل عبر وسائل كثيرة ، بقي اغلبها غير معلن ، إلا ان هذه الوسائل قدمت قراءات عميقة لكل المشهد الداخلي ، وهي قراءات بلا اجندات مسبقة.

الدولة تتسم تاريخياً بالمرونة والاستجابة في تواقيت محددة لاشتراطات التغيير ، وقد شهدنا على مدى عقود ، مثل هذه الاستجابات ، التي ارتدت ايجابياً على الناس وعلى صاحب القرار في الأردن.

المراجعات شملت السياسات ، والمؤسسات ، والاسماء ، والمواقع ، وقد تم وضع تقييمات دقيقة للغاية ، بين يدي هذه المستويات ، حول كافة القضايا ، والمؤشرات الداخلية والاقليمية.

الأسئلة كانت تقول : لماذا يعتب الأردنيون ، وماهي الاسباب ، ومن تسبب بهذا العتب ، ولماذا لم تعالج قضايا كثيرة طوال السنوات الماضية ، والى متى يمكن الاستمرار بسياسة عدم الوقوف عند مايقوله الناس؟،.

احد ابرز الاستنتاجات كانت تتحدث عن شعور الاردنيين بنخر الفساد لكل شيء ، وهو نخر تسبب في تأثر الروح المعنوية للناس ، وشعورهم بأن هناك من يتكسب ويجمع الملايين على ظهورهم ، عبر التلاعب بمقدرات البلد.

الرأي الغالب هو مع تغييرات عامة ، على مستويات مختلفة ، ليس على مستوى الاسماء وحسب ، وانما على السياسات وادارة العلاقات مع المؤسسات والشارع وكل المكونات.

بشأن التغييرات فأن اراء تم طرحها تقول ان التغييرات السريعة قد تعني ظهوراً بمظهر المتأثر بما يجري في عدة دول ، وبحراكات الجمعة في الاردن ، وهذا الرأي هو مع تغييرات بطيئة لاظهار مسحة من الثبات والقوة ، ولمنع تقديم "هدية" لمن يظن انه يضغط ويقرر.

الرأي الآخر قال ان تأخير التعامل مع مؤشرات كثيرة ، سيؤدي الى ظهور الدولة بصورة الذي لا يسمع ، ولا يتأثر ، مما سيولد ردود فعل اعلى درجة ، لتأكيد رسائل سياسية وشعبية ، وان التباطؤ قد لا يكون مفيداً قياساً بمؤشرات مختلفة.

الرأيان اجمعا على ضرورة تنفيس الاجواء بشكل غير وظيفي بل عبر اتخاذ اجراءات حقيقية ، لاتتعلق فقط بمناقلات في الاسماء ، او ازاحة اسماء وتعيين اسماء جديدة.

المتفق عليه هو ضرورة اعلان حزمة كاملة تتعلق بالاسماء والبرامج والسياسات ، والاتجاه الاغلب في عقل الدولة المركزي ، هو استبدال مفردة "الرضوخ" لضغوط الشارع ، بمفردة اخرى تقول "الانحياز" لرأي الشارع ، وتلبية مطالبه.

في الاغلب هناك توجه اطلت اولى مؤشراته بمنح مجلس النواب مكانته الاصلية المفترضة ، واخراجه من حالة التصغير ، باتجاه ممارسة دوره الطبيعي والفاعل ، وسنشهد خلال الفترة المقبلة تحرراً نيابياً من حسابات معقدة.

بشأن بقية المؤسسات الرسمية على الاغلب ان تغييرات ستتم خلال فترة ليست طويلة ، ولن تشمل مؤسسة واحدة فقط ، وسترافقها خطوات غير دعائية ، بقدر كونها خطوات تحفر اثراً عميقاً في وجدان الناس.

العقل المركزي للدولة كان طوال الفترة الماضية ، يبحث في الحلول الممكنة ، لصيانة الداخل الاردني ، على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، وتم طرح اقتراحات كثيرة في هذا الصدد.

اللافت للانتباه ان التقديرات القديمة التي كانت تتحدث عن كلف التغيير ، من حيث الظهور بسمات الاستعجال او الاضطراب او المخاوف ، كلها تقديرات تراجعت وباتت القصة مختلفة تماماً.

التوقيت بالغ الدلالة ، غير ان ما يمكن قوله ان هناك وصفة ستخرج الى العلن عما قريب ، وهي وصفة ستثبت ان الشارع الاردني له كلمة مسموعة ومؤثرة عند صاحب القرار.

احد ابرز الملفات التي اثيرت مايتعلق بالتوصيف الوظيفي لدور بعض المؤسسات المدنية ، وتراجع هذا الدور ، وضرورة اعادة الدور القديم المنفتح على الناس.

بشأن ملف الاصلاحات السياسية تعددت الوصفات والاراء ، ويمكن القول ان الاولوية هي للاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية ثم السياسية.

مايريده الاردنيون ليس تخريب البلد ، وكل مايريده الناس هو العدالة ومحاربة الفساد ، والشعور ايضاً بأنهم ليسوا في واد ، ومسؤوليهم في واد اخر.

..لننتظر،.

 (الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات