ربيع مصر: مرحلة انتقامية لا انتقالية!

تم نشره الجمعة 04 شباط / فبراير 2011 02:31 صباحاً
ربيع مصر: مرحلة انتقامية لا انتقالية!
حلمي الأسمر

لم يعد مهما الآن أن ننتظر نتيجة المرحلة الانتقامية لا الانتقالية ، التي تمر بها أمنا وأم الدنيا مصر ، فقد حُسمت النتيجة لصالح رجالة ميدان التحرير ، الذين رفعوا شعار: اما الخلاص أو الشهادة ، فنحن نعيش بالفعل والشواهد كلها ربيع مصر والعرب كلهم ، قطرات الدم الزكية التي أراقها البلطجية ، أنارت قلوب الملايين ، ولي تجربة فريدة مع هذا الأمر ، فبعد ان هجم البلطجية على شباب ميدان التحرير ، شعرت بقهر شديد ، واحترت ما أفعل ، وكانت الساعة جاوزت منتصف الليل ، فأنشأت مجموعة على الفيس بوك أسميتها: حملة دعم الصامدين في ميدان التحرير ، وخلال ساعات ناهز أعضاؤه السبعمائة عضو ، فاضوا فيضا للتعليق ومتابعة الأخبار ، وابداء الرأي ، وهذا شيء مدهش وغريب ، أن يحوي مثل هذا الجروب كل هذا العدد من الناشطين بمجرد فتحه ، ما يدل على التفاعل الهائل للناس مع ربيع مصر ، والعرب كلهم،.

ربيع مصر هو ، وربيع العرب بكل المعاني ، فقد ودع القوم أيام الصمت ، وهم يدخلوننا جميعا عصرا جديدا ، يملي على النخب الرسمية أن تستمع جيدا لما يقوله الشباب ، هؤلاء الشباب "الديجيتال" شباب الاننترنت ، الذين كان يقال أنهم شباب بايخ مايص ، يقضي وقته في الدردشة ، وتضييع الوقت ، والبحث عن المتع واللذائذ ، واذ بهم يعكفون على صياغة مستقبل الأمة ، ويرسمون أروع اللوحات ، ويطرزون أجملها ، ليزينوا بها صدر المستقبل،.

النتيجة التي ينتظرها كثيرون وقعت ، بغض النظر عما يمكن أن يحصل نتيجة تدحرج كرة الأحداث في المحروسة ، فثمة انهيار كامل في جانب ، وصعود كامل في جهة أخرى ، المؤرخون يقولون أن الثورات الشعبية لا تفشل أبدا ، كل الثورات الشعبية نجحت ، ولكن الأبصار تشخص لمن يقطف الثمار ، ولن تكون هذه الثمار الا في صالح الشباب ، لأنهم كالمارد الذي خرج من القمقم ، فمن يستطيع أن يعيده اليه؟.

تبقى كلمة تغص في الحلق ، فقد استمعت بذهول لنخب صحفية وفنية ودينية وفكرية ، تجعجع عبر وسائل اعلام رسمية ، تتخاذل عن نصرة الشباب ، وتتمسك بمكتسباتها الآنية ، على حساب مكتسبات بحجم الأمة والوطن ، وتيقنت أن المثقف ليس أقرب الى الخيانة ، بل هو خائن بطبعه ، الا من رحم ربي ، ويبدو أنهم من فئة الشعراء ، الذين يقولون ما لا يفعلون ، وفي كل واد يهيمون ، في مثل هذه اللحظات الحاسمة والتاريخية في حياة الأمم ، يتمايز الناس في مواقفهم ، ويحدث الفرز بين الخبيث والطيب ، هؤلاء الذين طالما تغنوا بالمثل القائل: تجوع الحرة ولا تأكل بثديها ، رأيتهم وهم يتباهون بالأكل ليس بأثدائهم فحسب ، بل بأثداء الجيران ، حرصا على مغنم تافه ، أو منصب وضيع،. (الدستور)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات