مياومات الرئيس!

وفقا لما تقوله صحيفة "الغارديان" البريطانية ، فأن ثروة الرئيس المصري ، تتراوح مابين اربعين مليار دولار الى سبعين ملياراً.
اربعون بالمائة من الشعب المصري يعيشون تحت خط الفقر ، ومتوسط دخل المصري يبلغ دولار واحد ، يومياً ، يشتري خبزه ، ينفق على اسرته ، يعّلم اولاده ، وُيزوج بناته ، من هذا الدولار اللعين.
ثورة الفقراء والمحرومين والمظلومين هي ياسيادة الرئيس ، ثورة المحرومين بكل المعاني ، المحرومين من حقوقهم وكرامتهم وثرواتهم ، وحياتهم الطبيعية.
لو اخذنا السقف الاعلى لثروة مبارك ، اي سبعين مليار دولار ، جمعها في ثلاثين عاماً ، فأن متوسط دخل الرئيس سنوياً ، يصل الى مليارين وثلاثمائة مليون دولار سنوياً ، واذا قسّمنا هذا الرقم على ثلاثمائة وخمسة وستين يوماً عدد ايام السنة ، لعرفنا ان متوسط دخله اليومي هو ستة ملايين وثلاثمائة الف دولار ، يومياً.
يزيد دخل الرئيس ، ايضاً ، في السنة الكبيسة ، لانها تزيد يوماً ، غير انه ينتظر سنة كبيسة حاسمة ومختلفة هذه المرة.
المصري يعيش بدولار واحد يومياً ، والرئيس يعيش بستة ملايين دولار وثلاثمائة الف دولار يومياً ، والمصري يتدبر نفسه بالدولار ، والرئيس لاتكفيه ملايينه الستة يومياً ، او سبعين ملياراً ، خلال ثلاثين عاماً ، وكأنه سيشتري اقمار وكواكب في الفضاء.
دولار المصري يجعله ينام مغلوباً على امره ، لكنه ينام بنعمة من الله ، لانه ينام مظلوماً ، لا ظالماً ، والفرق بين الحالين كبير ، خصوصاً اذا استيقظ النائم من غيبوبته.
هذا الذي تسرب ، والمخفي اعظم ، واذا حسبنا ماجمعته البطانة ، خلال العقود الثلاثة الماضية ، في صفقات فساد وبيع لاراضي مصر ، وسمسرة على شواطئها وثرواتها ، وسطو معلن وغير معلن ، على ثروات أهلنا في مصر ، لوصل الرقم الى سقف فلكي.
هذه هي الشعوب العربية ، التي يتم الاحتيال عليها ، وسرقتها جهاراً نهاراً ، والانموذج المصري ، يتكرر في دول اخرى ، ونقرأ في الصحافة الاجنبية عن الاف المليارات المكدسة لزعماء عرب ، سرقوها جهاراً نهاراً من شعوبهم.
سرقوا شعوبهم ، واوقفوا شعوبهم على طوابير التسول ومد اليد ، من اجل حياة اطفالهم ، بأنتظار المنن والعطايا بدلا من دول الحقوق والواجبات.
بلاد العرب لم تكن فقيرة يوماً ، بلاد غنية بالنفط والغاز والموارد والماء والزراعة والانسان ، بلاد تنفق على من فيها ، وعلى من حولها وحواليها ، لكنك في المقابل ترى ملايين الفقراء العرب ، يموتون جوعاً ، مرضاً ، جهلا ، وهتكاً لحرماتهم.
الاحتلالات التي رحلت ، سلمت اعناق العرب لوكلاء محليين ، تولوا المهمة نيابة عنهم ، فقتلوا وعذبوا ، سجنوا ولاحقوا ، سرقوا وبطشوا ، واشغلوا هذه الشعوب بتوافه الامور ، وزرعوا بين ابناء امة واحدة ، الكراهية والحقد والضغينة ، حتى يحكم "الهاتك" آمناً مرتاحاً.
"موسى المصري" سيهزم الفرعون ، وسيلقي بعصاه ، في وجه افاعي الفرعون ، وسحرته وكهنته ، وسيصوغ مصر جديدة ، وعالم عربي جديد.
اذ يطالب الشعب المصري برحيل مبارك ، ويخرج من يدعي الرقي ويقول لايجوز ترحيله ، بل لنتركه يتقاعد بكرامة في شرم الشيخ ، الا ان كثرة لاتنسى دم الناس وحقوقهم المعنوية وثرواتهم المالية المنهوبة ، الواجب اعادتها للشعب المصري.
شعب مصرالذي تم اذلاله وتجويعه وتوزيعه في اصقاع الدنيا بحثاً عن لقمة الخبز ، شعب لايهان ، ولايستحق ان يهان.
النفاق الغربي يسكت على مبارك ، وهو ينهب مصر ، لانه يؤدي كل المهمات المطلوبة ، برغم انه يقتل ويسرق ويجرح ، اما "صدام حسين" وتحت عنوان قمعه لشعبه ، يتم اعدامه بعد احتلال العراق ، فيما نعرف كلنا ان صواريخه على اسرائيل هي التي اعدمته.
المصري يعيش بدولار واحد يومياً ، والرئيس يعيش بستة ملايين دولار وثلاثمائة الف دولار يومياً ، ومابينهما فأن مصر أبقى وأعظم وأنبل ، مصر العظيمة النابضة ، التي هي لنا كلنا ، قبل عصابة القتلة واللصوص والفراعنة.
اذا خفق القلب المصري ، استيقظ الجسد العربي،.
(الدستور)